وقد سلم أبقراط تلك المقدمة على أنها من أمحل المحال كله. فبين منها أيضا، ومن تلك المقدمة الباطلة التى سلمها، صحة الشىء الذى قصد لتبيينه منذ أول قوله، ليس بدون تبيين الأول على طريق الاستظهار فى البيان.
فإن قول القائل: إنه لو كان الاسطقس واحدا، لما كنا نألم، قول حقيقى.
فأما وضع الواضع: أنا نألم، وإن كان الاسطقس واحدا، فليس بحق.
لكنه على حال قد سلم هذا لقائله، فيتبين مما يلحقه أنه — وإن سلم هذا له — فإنه ينتقض به أصله.
وذلك أنه يلزم منه أن يكون المرض واحدا، وأن يكون طريق الشفاء واحدا، وأن يكون الشىء الذى يكون به الشفاء شيئا واحدا. وليس الشىء الذى يكون به الشفاء شيئا واحدا.
مخ ۴۱