وإن فى وجازة كلام القدماء لموضع تعجب.
وذلك أن أبقراط أشار إلى هذه المعانى كلها، ودل عليها بأقل ما يكون من الكلام. وبين بيانا قويا أن أصل الأشياء ليس هو شيئا واحدا.
وإذ قد وصفنا هذا، فلننظر كيف نردف القول الذى تقدم ذكره بالقول الذى يتلوه.
وهذا قوله بلفظه:
وأما أنا فأقول: إنه لو كان الإنسان شيئا واحدا، لما كان يألم أصلا، وذلك أنه لو كان شيئا واحدا، لما كان له شىء يؤلمه.
ولو أنزلنا أنه كان يألم، لوجب ضرورة أن يكون ما يشفيه شيئا واحدا.
مخ ۳۸