فنبهنا بذلك على تبيين ذلك القول على أنحاء شتى لسائر الأشياء التى قوتها قوة ذلك الشى والذى بين هو به. وذلك أن حدوث الألم بنا واحد مما يظهر فى العيان. وقد بين أن ذلك لا يمكن أن يكون دون قبول الأثر. ولزم من هذا أيضا أن الاستقصات لا محالة أكثر من واحد. وذلك أن الواحد لا يمكن أن يقبل الأثر، لأنه ليس له شىء يؤثر فيه.
فكما بين هو ما بين من الأجسام التى ينالها الألم، كذلك نقدر أن نتبين ذلك من الأجسام التى تلتذ.
وكما يتبين من ذلك، كذلك يتبين من الأجسام التى تحس، كما فعلت أنا فى كتابى هذا فى مواضع كثيرة متعمدا.
ويجب — إذ كان ليس فى الاستقصات التى لا تقبل التأثير لا لذة، ولا مرجع، ولا حس أصلا — ألا يكون فيها أيضا حفظ، ولا ذكر، ولا تخيل.
وذلك أن الحس لهذه كلها كالأصل، والينبوع. فإن لم يكن من هذه كلها شىء موجود فى تلك الاستقصات، فليس يوجد فيها شىء أصلا مما سوى ذلك من الأفعال النفسانية.
فيجب من ذلك أن لا يوجد فيها أيضا النفس.
مخ ۳۷