وذلك أنه يوجد فى هذا الباب بطريق القسمة جميع الأقاويل التى يمكن أن يقال إنها أربعة : أولا: أن تركيب الأجسام من اسطقسات لا تحس، ولا تقبل التأثير.
والثانى: أن تركيبها عن استقصات حساسة غير قابلة للتأثير.
ويعم هذين القولين أن تركيب الأجسام عن استقصات لا تقبل التأثير.
فلما بيننا أن ذلك غير ممكن أن يكون، صددنا الناظر عن القول بذينك القولين جميعا.
وبقى قولان:
أحدهما: أن تركيب الجسم الذى يحس عن استقصات حساسة، تقبل التأثير.
والثانى: أن تركيبه عن استقصات لا تحس لكنها تقبل التأثير.
وقد يعم هذين القولين أن تركيب الجسم الذى يحس عن استقصات تقبل التأثير.
فلننظر هل أحد هذين القولين محال، أم القولان جميعا ممكنان، إلا أن أحدهما ليس هو ممكن فقط، لكنه مع ذلك حق يقين.
وذلك هو ما بقى علينا أن نبحث عنه.
فأقول:
مخ ۲۸