والبرهان على أن الشىء الواحد لا يقبل التأثير قريب، وجيز.
وذلك أنه لو كان الاسطقس واحدا، لما كان يوجد شىء ينتقل إليه ذلك الاسطقس، ولا شىء يؤثر فى ذلك الاسطقس. وذلك أنه إن انتقل، فإنما ينتقل إلى غيره. وإن قبل الأثر، فإنما يقبله من شىء غيره، فكيف يمكن مع هذا أن يبقى واحدا؟
فقد بان أن أبقراط قد أحسن فى القياس الذى استعمله، فأوجب عنه أنه إن كان شىء من الأشياء الموجودة يناله الألم، فليس تركيب الأشياء من اسطقس واحد.
فقال:
وذلك أنه لو كان شيئا واحدا، لما كان بالذى يوجد شىء يؤلمه.
فقد وجب من هذا أن الاستقصات أكثر من واحد.
[chapter 3: I 3]
ولم يتبين بعد كم عددها.
فلنبحث عن هذا فيما بعد.
على أنه خليق أن يكون الأجود أن نقدم أولا القول فى المعنيين اللذين ذكرتهما قبل، فقلت إنه يعمهما أن كل جسم يمكن أن يناله الوجع، فتركيبه عن استقصات قابلة للتأثير، والاستحالة.
مخ ۲۶