إنك إن نظرت نظرا شافيا بذهنك، وجدت القولين جميعا ممكنين. وذلك أنك إن آثرت أن تمتحن أجزاء الجسم الحساس أنفسها بالتجربة، وبالقياس، وجدتها كلها حساسة، قابلة للأثر، كما قلنا قبيل فى أمر اللحم.
وإن نظرت فى الاسطقسات الأول التى منها تركيبه، وجدتها قد يمكن أن تكون تلك غير حساسة، الا أن لها أن تعمل، ويؤثر بعضها فى بعض، ويقبل التأثير بعضها من بعض على أنحاء كثيرة، مختلفة، حتى يحدث عنها بكثرة تلك الاستحالات — الحادث منها شىء بعد شىء — جسم حساس.
وذلك أن كل مركب من أشياء شتى، فلا يخلو من أن تكون تلك الأشياء باقية على حالها التى لم تزل عليها دائما. وإذا كان ذلك، لم يحدث عنه صورة محدودة لم تكن فى تلك الأشياء التى منها كان التركيب. أو تكون تلك الأشياء التى منها كان التركيب تستحيل، وتتغير بأنواع شتى من الاستحالة، والتغير. وإذا كان ذلك، فقد يمكن أن يحدث للمركب شىء آخر لم يكن فى الاسطقسات الأول التى منها كان تركيبه مخالفا فى الجنس لكل ما كان فيها.
مخ ۲۹