فإن المركب مما هذه حاله أيضا لا يمكن أن يناله الألم فى حال من الأحوال، من قبل أنه لا يقبل التأثير، لكنه يجوز أن يكون حساسا بالقوة. فأما بالفعل فليس يمكن فى حال من الأحوال أن يحس. مثل ما ترى فى حال بدن الإنسان. وذلك أنه حساس بالقوة. إلا أنه وإن كان كذلك، فليس يحس دون أن يؤثر فيه مؤثر.
فقد وجب أن ينتقض بهذا القول ظن من ظن أن تركيب الأجسام من أجزاء متشابهة لا تتجزأ انتقاضا بينا.
وذلك أنه وإن أدعى مدع منهم فى بعض الاسطقسات التى يدعونها أن معها حسا، وجميعها لا تقبل التأثير، فكيف يحس الحساس، وهو ممتنع من قبول التأثير فى جميع الأحوال؟
فقد بقى أنه ينبغى أن يكون تركيب الجسم الحساس إما من اسطقسات تحس وتقبل التأثير، وإما من اسطقسات تقبل التأثير إلا أنها لا حس فيها.
وسننظر فيما بعد فى أى هذين المعنيين الحق.
فأما حدوث الجسم الذى يألم، ويحس عن استقصات لا حس فيها، ولا تقبل التأثير، أو عن استقصات تحس، لكنها لا تقبل التأثير، فقد بينا أنه غير ممكن.
فأما القولان اللذان تقدما، فيعمهما أن حدوث الجسم الذى يحس ليس هو عن استقصات لا تقبل التأثير.
فيجب من ذلك أن لا يكون تركيب الأجسام من اسطقس واحد فى الصورة، إذ كان لا يجوز أن يكون تركيب الجسم الحساس مما لا يقبل التأثير.
مخ ۲۵