فإذا كنا وإن أنزلنا أن للأجرام التى لا تتجزأ حسا، وجب أن يكون تفرقهما من غير ألم، كان نظرنا فى ذلك بالقياس، أو كان بالتجربة، فكم بالحرى لا يمكن فيها أن تقبل الألم، إذا كانت مع ذلك لا تحس.
وذلك لأن حدوث الألم، كما قلت قبل، لا بد فيه من اجتماع هذين الأمرين، أعنى الاستحالة، والحس. وليس مع الأجرام التى لا تتجزأ ولا واحد من هذين الأمرين. فواجب متى أنزلنا الأمر على أن فيها أحد أمرين أن تبقى بعد على حالها من الامتناع من قبول الألم.
وذلك أنك إن أنزلت أنها لا تقبل التأثير، لكنها تحس، لم ينلها الألم لأنها لا تقبل التأثير.
وإن أنزلت أنها تقبل التأثير، لكنها لا تحس، لم ينلها أيضا الألم، لأنها لا تحس. لأن الشىء الذى يناله الألم يحتاج فى حدوث الألم به أن يقبل التأثير، وأن يحس بذلك التأثير.
فقد وجب أنه لا يمكن أن يكون تركيب الشىء الحساس لا من استقسات لا تقبل التأثير، ولا حس فيها، ولا من استقصات لا تقبل التأثير، لكنها تحس.
مخ ۲۴