والسبيل إلى وجود ما يطلب من هذا وشبهه يكون من وجهين: أحدهما: التجربة، والآخر: القياس.
وليس يوجد ولا بواحد من الوجهين فى حال من الأحوال شىء حساس، قابل للتأثير، مركب من أشياء لا حس فيها، ولا قبول للتأثير.
لأنك لو آثرت أن تجمعع حجارة كثيرة من الصنام، أو غيره مما هو فى غاية البعد من القبول للتأثير، ثم تروم ثقب ما جمعت منها، لم يتثقب فى حال من الأحوال الشىء المركب منها، ولم تحس.
فإن جئنا إلى التجربة رأينا أنه لم يوجد قط فى هذا الدهر كله إلى هذه الغاية شىء هذه حاله.
وقد قلت قبيل إن فى القياس أيضا لا يصح هذا. وإن قبل عقل من العقول أنه ليس شىء من أقل قليل من أجزاء اللحم الذى يناله الوجع عندما ينثقب يألم ولا ينثقب، فإن ذلك لعجب.
مخ ۲۲