وذلك أنه إن كان ولا واحد من الجرمين يمكن أن تثقبه الإبرة، ولا لو أمكن أن تثقبه، فثقبته، كان فى طبيعته أن يحس الثقب، فإنهما يوجدان عديمين للحس، والوجع.
وذلك أنه كما لا ينفع فى حدوث الحس لقاء الإبرة لعظمين، أو لغضروفين، أو لشعرتين، أو لغير ذلك من الأعضاء التى لا حس لها، لأن الشعرتين من عدم الحس على مثل ما عليه منه الشعرة الواحدة .
كذلك لا ينفع فى حدوث الحس لقاؤها لجرمين من الأجرام التى لا تتجزأ، إذ كان ولا واحد من الجرمين حساسا.
وإن لقيت الإبرة ثلاثة من الأجرام التى لا تتجزأ، أو أربة، كان الحكم فيها كالحكم فى الحجارة، والحصى، والشعر.
فليس ينتفع بكثرتها لا فى حدوث الحس، ولا فى حدوث الألم.
وذلك أنه ليس شىء مما تركيبه من أجزاء لا تقبل التأثير، ولا من أجزاء عديمة الحس يصير حساسا، ولا قابلا للأثر.
ولو كان المركب بجملة يحس، ويقبل التأثير، وليس شىء من أجزائه التى هو مركب منها يقبل التأثير ولا يحس، لكان هذا سيكون عجبا.
مخ ۲۱