فقد ينبغى أن نصف لهم هذا القول العام بمثالات جزئية، فأقول: إن إنسانا لو أخذ إبرة دقيقة، أدق ما يكون، وثقب بها الجلد من حيوان ما، لكان ذلك الحيوان لا محالة — لما ثقب جلده — سيتألم.
وليس تخلو تلك الإبرة من أن تكون لقيت واحدا من الأجرام التى لا تتجزأ، أو جزءين، أو أكثر من ذلك.
فلننزل: أولا أنها لقيت جرما واحدا من تلك الأجرام التى لا تتجزأ، وقد كان كل واحد من تلك الأجرام التى لا تتجزأ بحال لا يمكن معها أن تثقب، ولا تحس. فيجب من ذلك أن لا تؤثر فيه الإبرة شيئا. ولا لو أثرت فيه، كان يحس ذلك الأثر. فإن الألم إنما يكون من اجتماع هاتين الخلتين، أعنى أن يقبل القابل من المؤثر أثرا، وأن يحس الأثر فيه.
وليس يمكن فى الأجرام التى لا تتجزأ واحدة من الخلتين. فليس بألم الحيوان إذا لقيت الإبرة منه جرما واحدا من الأجرام التى لا تتجزأ.
فلننزل إذن أن الإبرة لم تلق جرما واحدا من الأجرام التى لا تتجزأ، لكنها لقيت جرمين.
وما قلته قبل فى الواحد، فقد يمكن الآن أن أقوله فى الأثنين.
مخ ۲۰