وقد عدمت الاستقصات التى يدعيها أولئك الأمرين جميعا. وذلك أنه ليس شىء من الأجرام التى لا تتجزأ يمكن فيه أن يستحيل، ولا أن يحس.
فلو كنا من أجرام لا تتجزأ، أو من طبيعة أخرى مقردة، شبيهة بتلك الأجرام، لما كنا بالذى يألم. وقد نألم.
فقد بان إذن من ذلك أنا لسنا من جوهر واحد، بسيط، مفرد.
فهذه هى جملة قوله.
والأمر فيه بين عند جميع من تقدم فارتاض فى علم المنطق أنه يوجب ما قلنا.
لكنه لما كان من يدعى هذه الاستقصات، وأمثالها، لم يروضوا أفكارهم، وهم مع ذلك من المحك، واللجاجة بحال يظنون معها أن انتقالهم إلى الأمر الأجود أعظم البلاء، وأردؤه.
مخ ۱۹