حکمت غرب
حكمة الغرب (الجزء الأول): عرض تاريخي للفلسفة الغربية في إطارها الاجتماعي والسياسي
ژانرونه
Verum factum . فالحقيقة هي ما يمكنك أن تفعله بقضاياك. وعلى سبيل المثال، فإذا أصدرت عبارة أو قضية عن مادة كيميائية، فإن مدلول هذه القضية يدعم عن طريق جميع خصائص المادة التي يمكن أن تخضع للفحص والتجربة. ويبدو أن هذا، بصورة مجملة، هو ما كان يرمي إليه بيرس. أما البرجماتية التي استخلصها جيمس من هذا كله فتذكرنا بصيغة بروتاجوراس عن الإنسان بوصفه مقياس الأشياء جميعا، في مقابل ما كان يقصده بيرس، وهو ما عبرت عنه نظرية فيكو بصورة أفضل.
ولقد قدم بيرس إسهاما أساسيا في مناقشته لمنطق الفروض، فقد اعتقد كثير من الفلاسفة، على اختلاف اتجاهاتهم، بأن الفروض هي إما نتيجة استنباط
Deduction
كما يميل العقليون إلى الاعتقاد، أو للاستقراء
Induction
كما يرى التجريبيون. أما بيرس فرأى أن كلا هذين الرأيين غير كاف. فالفروض حصيلة عملية منطقية ثالثة ومختلفة اختلافا جذريا، يطلق عليها بيرس، بأسلوبه الذي اعتاد التعبيرات الجديدة البراقة، اسم «الاستخلاص
abduction » ويعني به، على وجه التقريب، الأخذ بفرض معين لأنه يفسر ظاهرة ما. وبطبيعة الحال فإن تفسير الظاهرة مسألة استنباط، ولكن قبول الفرض ليس كذلك.
كان بيرس، كأبيه، متمرسا في الرياضيات، وقام في ميدان المنطق الرمزي بعدد من الكشوف الهامة، من بينها اختراع منهج قوائم الصدق لتحديد قيمة الصدق في صيغة مركبة، وهو إجراء استخدمه المناطقة فيما بعد على نطاق واسع. كذلك كان له الفضل في وضع منطق جديد للعلاقات.
لقد استخدم بيرس في مذهبه أسلوب البرهنة عن طريق الأشكال المرسومة وإن كانت القواعد التي طبقها معقدة إلى حد ما، ويبدو أن الفكرة لم تلق إقبالا واسعا، ولقد أدت نظرته البرجماتية الخاصة إلى تأكيد جانب هام في البرهان الرياضي، لا ينال في أحيان كثيرة حظه من الاهتمام: فهو يؤكد أهمية التركيب في إقامة البرهان الرياضي. وقد ظهرت هذه الآراء مرة أخرى عند جوبلو
Goblot
ناپیژندل شوی مخ