وجرايد سوريا همت أن تتوسع في نقد «حواء الجديدة» وتقريظها، ولكن «المكتوبجي» أي: رقيب الصحافة هناك غل أقلامها عن الإفاضة بالموضوع؛ لأن حواء في نظره «عليها السلام» لا يجوز أن تكون موضوع حديث الأقلام، والشيء بالشيء يذكر؛ لأجل «خاطر حواء» حذف ذلك المكتوبجي بيتا من قصيدة لي عن شرب الخمرة نشرتها «النشرة الأسبوعية» وهو:
لقد كنت حواء وقد كنت آدما
لدن كان إبليس الغرام يجرب
على أن ما كتبه الأدباء عن «حواء الجديدة»، ونشرته الصحف والمجلات كثيرا أو قليلا لهو أكثر مما تستحق، وأجدر بكل ثناء مني وشكر، وأخص منها جريدة «الإكسبريس» الغراء، فقد أسبغت عليها من جودة قلم صاحبها الأديب اللوذعي محمود أفندي إبراهيم ما لا يوازنه أعظم ثناء.
وحاصل القول: إنه ارتد إلي من صدى حواء الجديدة ما دلني على إقبال القراء عليها، واهتمام الأدباء بنقدها، ولما كانت قضية إيفون مونار مسألة فيها نظر، وموضوع مناقشة رأيت أن أستأذن الناقدين في الدفاع عن إيفون لعل لها عذرا وهم يلومون.
وقبل الاسترسال في هذا الدفاع أود أن أدفع تهمة الاقتباس عن «حواء الجديدة».
أشباه حواء الجديدة
مما انتقده أو لاحظه بعضهم أن حكاية حواء الجديدة مقتبسة من رواية أجنبية، فبعضهم قال: إنها مأخوذة من «البؤساء»
Les miserables
لهوغو؛ لأن إيفون مونار تشبه فانتين «البؤساء» في كونها اغتصبت وسقطت، وآخر قال: إنها منتحلة من رواية «بولس وفرجيني»؛ لأن الحديث في هذه منقول عن شيخ جالس يقص تاريخهما وفي تلك منقول عن طبيب، وقال آخرون: إن موضوعها مأخوذ من رواية «ذات الورود»
ناپیژندل شوی مخ