إن كانت قيثارة هيلاس الذهبية قد أوحت إلى ملتون أن يندب بخت حواء الأولى، فقد أوحت إليك «إيفون مونار» أن تندب بخت حواء الثانية، ولكن الأولى أعيد لها فردوسها المفقود، وأما الثانية فالهيئة الاجتماعية تنكره عليها؛ ذلك لأن هذه الهيئة فاسدة ونظامها مختل، فهي بمعاقبتها الزانية تشجع الرجل على الزنا كأنها تقول له: كل الحصرم فغيرك يضرس.
صديقك
سليم عبد الأحد
تذييل
دفاع عن إيفون مونار وحواء الجديدة
تبسط في محاباة الشريعتين المدنية والأدبية مع الرجل في الإثم الذي يشترك فيه مع المرأة.
صدى حواء الجديدة
كان لهذه الرواية حظ في عالم الأدب العربي جعلها موضوعا للنقد والتقريظ، وأنزلها منزلة المطبوعات التي يلتفت إليها وتمحص مباحثها، ولعل ما أكسبها هذا الشأن مساس موضوعها بأمر حيوي من أمور حياتنا الاجتماعية.
فما انتشرت الطبعة الأولى حتى تناولتها أقلام الأدباء من مقرظة ومنتقدة، وكان حسبي أن يعدوا على سيئاتها لا حسناتها كأنهم يبتغون الكمال فيها.
وكان للصحافة عموما فضل كبير في إفراغ فسحات أوسع من المعتاد في الصحف والمجلات لنقدها وتقريظها، وقد بلغ من عناية بعض الصحف بشأنها أن إحداهن (وهي «الجوائب المصرية» التي كان ينشئها لذلك العهد الشاعر الكبير خليل بك مطران، ويحرر فيها أيضا الشيخ يوسف الخازن) لخصت مغازي الرواية في بضع قضايا، وعرضتها لبحث الكتاب وأهل النظر، وعدت سائر الرصيفات مقصرات في إيفاء الرواية حقها من النقد، وعاتبتهن في ذلك التقصير.
ناپیژندل شوی مخ