La damme au eamihas ؛ لأن إيفون تشبه مرغريت جوتيه في كونها ساقطة، وقد ظن بعضهم أنها معربة عن رواية في الإفرنسية تدعى بذلك الاسم، وراهن أحد أصحابي على ذلك وأرسل رسالة في طلب الرواية، ولم أدر بعد ذلك إن كان قد دفع الرهن لصاحبي أو أنكره عليه،
1
وأغرب من كل ذلك أن الذي زعم أنها مقتبسة من «البؤساء» جعل يؤيد قوله بما بين اثنتين من جمل «البؤساء» ترجمة الشاعر الكبير حافظ بك إبراهيم، واثنتين من جمل «حواء الجديدة» من التوارد المعنوي، كأن الذي يؤلف حواء الجديدة مع ما فيها من وحدة الموضوع، وانتساقه جمع جملها من مؤلفات القوم.
أما ما بين حوادث حواء الجديدة، وبعض الروايات من التوارد فليس بالأمر الغريب البتة، وإذا كان توارد الخواطر جائز في الشعر، فأحر به أن يجوز في الروايات التي تبنى على الحوادث والمشاهدات اليومية التي تقع تحت حسنا، وتنقش في حافظتنا وكثير منها متشابهة، وبين فكتور هوغو وديماس وايجان سو ولتن وسكوت وشكسبير، وغيرهم من الروائيين ألوف من أمثلة التوارد، وإذا قرأت رواية «المساء والصباح» للورد لتن و«البؤساء» لفكتور هوغو بدر إلى ظنك أن لتن قرأ «البؤساء» مرارا، قبل أن كتب «المساء والصباح»، ولكن ما دام غرض هذه غير غرض تلك والحكايتان مختلفتين، فلم يعبأ الناقدون بما بينهما من التشابه في بعض الأحوال.
وإذا كان هوغو مثلا يفخر «بالبؤساء» أو ديماس الصغير «بذات الورود»، فما فخر الواحد منهما بالقصة التي استنبطها لروايته، وإنما فخره بما كسا تلك القصة من المغازي الأدبية والمباحث الفلسفية، ولولا ما في «ذات الورود» من تلك العواصف والفلسفة لما كانت موضوعا للإعجاب، بل لما أظهرها ديماس الصغير إلى عالم الروايات؛ لأنه ليس فيها شيء من الإعجاز القصصي كما في سائر قصصه وقصص أبيه، ولكن مزيتها على سائر رواياته أنها تجلو موضوعا أدبيا وتمثل عواطف سامية، وبهذه المزية العظيمة عدت تحفة، وبسببها رقي ديماس الصغير إلى المجمع العلمي الفرنساوي، وبهذه المزية وحدها تحيا هذه الرواية بين المؤلفات النفيسة إلى الأبد، وكذلك بمزية أخرى أو بمزايا أدبية وفلسفة شعرية تحيا رواية «البؤساء»، ورواية «بولس وفرجيني» وغيرهما من الروايات النفيسة لا بقصصها المستنبطة؛ لأن قصصها ليست معجزات في عالم الروايات، وأين قصة «ذات الورود» من قصة «الحراس الثلاثة» مثلا من حيث الحوادث، ولكن أين مغازي هذه ولعبها بالعواطف من مغازي تلك وتأثيرها.
وعلى ذلك سواء كانت «حواء الجديدة» مشابهة لتلك الروايات (التي قيل: إن حكايتها مستمدة منها) قليلا أو كثيرا، أو غير مشابهة لها فلا أحسب قيمتها في حكايتها؛ لأنها بسيطة ولي غيرها من الروايات أفضل منها من حيث توقيع القصة، واستنباط الحوادث وترابطها.
ولكني أحسب قيمة «حواء الجديدة» فيما تضمنته من المغازي الأدبية والاجتماعية، حتى إن القراء أنفسهم الذين استحسنوها لم يكن إعجابهم بغرابة قصتها، بل بما كسيته من هذه المغازي الأدبية الدائرة حول مركز واحد، وبهذا الاعتبار تختلف شديد الاختلاف عن سائر الروايات التي ظن الناقدون أنها مصادر لها، أو أنها هي مقلدة لها.
مضاهات «حواء الجديدة» بذات الورود من حيث القصة
ومع كل ذلك أرى أن حكاية حواء الجديدة (بقطع النظر عن مغازيها) قصصية أكثر من «ذات الورود»، ولا أرى قصة أبسط من قصة «ذات الورود»، فإنها تقال بكلمات قليلة، وهي أن أرمان أحب مارغريت غوتيه وهي من بنات الهوى حبا صادقا حتى استمالها، وأحبته مثل ذلك الحب وتركت كل شيء لأجله، ولما جاءها أبوه بغير علمه هو وترجاها أن تترك ابنه حرصا على مقامه، وسمعة بيته أذعنت وتركت أرمان بالرغم من حبها له من غير أن تخبره السبب حتى ينقم عليها ويتركها، وبقيت كاتمة الأمر حتى ماتت، فعرف ذلك أرمان من مدونات يوميتها.
هذا فحوى حكاية ذات الورود، وأظن أن الذي يقرأ «حواء الجديدة» يجد فيها حوادث وقصصا أوسع من تلك، ولعل بين هذه وتلك تشابها في بعض النقط، فلا أرى أن هذا التشابه هو الذي جعل لحواء الجديدة قيمتها إن كانت قد صادفت قيمة في أعين بعض الأدباء الكرام، بل أحسب أن قيمتها في مغازيها كما تقدم القول.
ناپیژندل شوی مخ