69

هوا جديده

حواء الجديدة

ژانرونه

فقالت مدهوشة: يا لله ماذا تقول؟ - أقول: إن ماري ابنتك يا إيفون، وأنا أعبدكما معا.

فعادت تستلقي على ظهرها، وتنهدت وقالت: إذن لم تزل ابنتي حية، أريد أن أرى ابنتي قبل أن أموت يا موريس، بربك استقدمها إلي، أريد أن أضمها إلى قلبي قبل أن أموت.

فالتفت موريس إلي كأنه مني ينتظر الجواب على هذا الطلب فقلت: بعد قليل يكون أخوك هنا يا سيدتي فنطالبه بابنتك.

فقالت: بربكما أريد أن أرى أخي وابنتي.

فقلت: إذا استبطأناه ذهبت إليه لكي أستقدمه.

فقالت: هل عرف أمري؟

فقلت: إنه في منزلي الآن يقرأ كتابك.

فأنت وقالت: ويلاه! ثم ارتخت قواها فأغمضت عينيها وعراها مثل سبات، وكان موريس ينظر إليها نظر العابد إلى المعبودة تارة، ثم يضع شفتيه على كفها أخرى، وفانتين واقفة عند قدميها، وقد وضعت وجهها في منديلها.

وبعد برهة سمعت دوي مركبة فأطللت فوجدت المسيو ماتون وابنة أخته يخرجان من المركبة، ولما دخلا أحست إيفون بدخولهما ففتحت عينيها، وابتسمت ابتسام ملاك وتفرست فيهما، فأسرع إليها المسيو ماتون وانحنى فوقها وجعل يقبلها قبلات لطيفة ويهذرم فوقها كأنه يهذي من شدة التأثر، وما فهمت من كلامه إلا قوله: «فديتك يا أختي، أضحي بنفسي لأجلك، سامحيني على ماضي إغفالي لك»، ثم اعتدل وأخذ يد ماري ابنتها وهي تشرق بدموعها، وتشهق في نحيبها وقدمها إلى إيفون قائلا: «هذه ابنتك يا أختي قد صنتها منك، ولكني أقدمها لك الآن لكي تنال بركتك.»

فتفرست إيفون بماري هنيهة من غير أن تفوه بكلمة، ثم جمعت آخر قوة عندها ورفعت ذراعيها، فكان عنق ماري بينهما وشفتاها على شفتيها، ورأيت حينئذ إيفون تتصعد طويلا كأنها تملأ رئتيها من أنفاس ابنتها، وبقيتا متعانقتين هكذا نحو دقيقتين إلى أن نفدت قوة إيفون، وارتخت عضلات ذراعيها فسقطتا على ظهر ابنتها واهيتين. وحينذاك نهضت ماري عن أمها، فرأيت إيفون تسكب آخر دمعة ادخرتها لابنتها.

ناپیژندل شوی مخ