مالت الشمس إلى المغيب، وصرت أتوقع قدوم الزائرين، ولكني أشعر بكآبة؛ لأني صرت أستثقل الناس كلهم.
الفصل الخامس عشر
الضحية العظمى
16 أبريل
كدت يا موريس أندم على مجافاتي لك في حين أني أحبك فوق العبادة؛ لأني ذبت غيرة أمس إذ رأيتك إلى يسار ميراي في مركبة، رأيتكما ولكن أحمد الله أنكما لم ترياني، ولو رأيتماني لتضاعف غمي، ومع ذلك أتيت إلى البيت واسترسلت في البكاء، ثم انطرحت في سريري أشكو ألما بين ضلوعي، ولكي تزيد نكايتي أتيت أنت وميراي وروشل وصاحبك أمس؛ لكي تمثلوا المأساة التي مثلتموها منذ مدة، ولا بد أنك تذكر دخولك علي وتجلدي في مجافاتك، وخروجك حاقدا.
خرجت من عندي يا موريس حينئذ خاطفا راحتي وروحي؛ لأنه على أثر خروجك عرتني نوبة لا أعلم اسمها، ضاق نفسي جدا حتى خافت علي فانتين، فاستدعت الطبيب حالا، والطبيب أنذرها بالخطر المحدق بي فهمت من الطبيب أن علتي قلبية، وأن منيتي على الأبواب فلم آسف لها بقدر أسفي على تعلقك بميراي؟
أصبحت اليوم أحسن حالا، فتناولت القلم لكي أناجيك وأنم لك سيرة حياتي.
بلغت فيما كتبته لك إلى النقطة التي يبتدئ منها علمك عني، فقد عرفت أني بعد أن لازمت الحانة، أو بالأحرى المنتدى الذي أعددته للغواة الأغنياء، عرفت الأمير، وأحبني وأحببته دون سواه، واقترح علي أن أترك الحانة وأعيش مختصة به، ففعلت.
بعد ذلك عرفتك وقد ذكرت لك السبب الذي حداني إلى أن أحبك حبا لم أحب سواك مثله، وهو أنك أنت الوحيد الذي نظر إلى شخصيتي الروحية، وأغضى عن شخصيتي الجسدية والشخص الوحيد الذي «لم يرمني بحجر.»
أحببتك حينئذ يا موريس؛ لأنك أحببتني معتقدا أني أستحق هذا الحب كما تستحقه المحصنة من زوجها، والخطيبة من خطيبها.
ناپیژندل شوی مخ