58

هوا جديده

حواء الجديدة

ژانرونه

أما المرأة المحصنة فيمكن أن تسلم شخصيتها الحقيقية وعرضها معا، تسلم اسمها وجسمها جميعا ولا تخجل بفسادها.

ساكنت ذلك الشاب نحو سنتين فكنت منعمة معه، ولكني خسرت كل أصدقائي ولم يعد يعرفني إلا مثيلاتي، على أني لم أعد أعبأ بنظر الناس السيئ إلي، وما كنت أهتم إلا بلذتي وسروري وإرضاء ذلك الشاب؛ لأنه كان يحبني جدا، ويعتبرني ويدرك قيمتي الحقيقية.

بعد السنتين اتفق له أن تزوج زواجا حسنا فتركني.

فكرت أن أعود إلى الخياطة، فشعرت أنها شغل شاق جدا لم يعد لي جلد عليه، فأقمت في بيت فخيم، وجعلته شبه منتدى أو قل حانة لكبار الغواة.

باسم «إيفون مونار» أطلقت لهواني العنان، وتمتعت بكل شهواتي؛ لأني رأيت أن العمر واحد سواء قضي بالتقشف أو بالتنعم وأن فضيلتي لا قيمة لها؛ لأن الناس ينكرونها علي وعلى مثيلاتي في حين أنهم يغضون الطرف عن رذائل غيري.

في ذلك الحين درست العالم جيدا، وهذه الحقائق التي أدونها لك لم تتجل لي في حينها، وإنما الآن صرت أفهمها بعد ذلك الدرس.

بذلت عرضي يا موريس في تلك الأيام؛ لأني لم أجد من يشتريه غاليا، مع أني غليته جدا وزينته بالفضائل، وطهرته بالتوبة فظل بلا قيمة في عيون الناس.

نعم إني بذلت عفافي، ولكنني لم أترك مبادئي القويمة، ولم أعدل عن حشمتي وأدبي وصدقي وعدلي وإخلاصي وإحساني، لم أبذل إلا العرض الذي أبى الناس أن يقبلوه مني نفيسا.

عاملت كل الذين كانوا يزورون حانتي بكل استقامة، وشرف نفس، صدقت معهم في مواعيدي وفي كلامي، حافظت على عهودي لهم، أخلصت لهم صداقتي، عزيتهم في أحزانهم، فرجت كروبهم، لم أتأخر عن أي فعل مروءة أستطيعها، تصدقت على بعضهم، سامحت المسيئين لي.

لم يعاملني من نوع عملي إلا النزر اليسير منهم، وهم الذين عرفوني جيدا وكانوا ذوي مبادئ قويمة، ومع ذلك لم يتفوقوا علي بذلك، وأما السواد الأعظم من معارفي فكانوا يكذبون علي، ويخلفون في مواعيدهم وينقضون عهودهم، ويسرقونني ويستحلون أذيتي، لماذا؟

ناپیژندل شوی مخ