متنازعة بلا انقطاع، وحاكمة في أمة من العبيد ومن زبن معبدين.
وكانت الحرية والمساواة - ولا سيما الإخاء - كما نتمثلها اليوم، من المشاعر التي كان يجهلها العالم القديم، وما كان إغريقي عصر بركلس إلا ليدهش من المعني الذي نطلقه عليها.
ولذلك يكون من الضروري عندما ندرس الماضي أن نحاول إعادة المعنى الحقيقي إلى الكلمات المستعملة، غير أنه يصعب تحقيق هذا الجهد كما يلوح؛ وذلك لأنه إذا كان من الممكن ترجمة كلمة بدقة فإن من المتعذر أن تثار في النفس ما كانت هذه الكلمة تثيره من الأفكار والمشاعر فيما مضى، فبعض الكلمات التي أصبحت خلية في الوقت الحاضر قلبت روح الناس في سالف الأيام.
وبإعادة المعنى الحقيقي إلى بعض الكلمات استطاع فستل دو كولنج أن يعيد حياة عهد الميروفنجيين.
واليوم أيضا يدرك عين الكلمات ذات الاستعمال اليومي إدراكا مختلفا تماما باختلاف عرق من يستعملونها وبيئتهم وتربيتهم، وسيرى في التعليقات التي نختم بها هذا الكتاب مقدار ما يمكن أن تتخذه الكلمات ذات الاستعمال العام، ككلمة الديموقراطية، من معان تختلف باختلاف رجال السياسة الذين يستعملونها يوميا.
وفي حقل العلم فقط وبعد جهد قرون قامت في آخر الأمر لغة تفسر على نمط واحد تفسيرا عاما، والناس من جميع الأحزاب ومن جميع الأمم المتمدنة يعرفون مضمونا واحدا للكلمات الفنية، ويمثل العلم - على الخصوص - حقل الكمي، أي الأشياء التابعة للقياس، مع أن الوجه الوصفي لم يجاوز في حقل المشاعر والمعتقدات.
والتاريخ ما دام لم يستطع الخروج من الوصفي، أي: ما دام لم يستطع الاستناد إلى أسس علمية حقيقية، فسر حصرا تقريبا بلغة الكاتب الذي كان يفسره وبمشاعره ومعتقداته.
الباب الرابع
العناصر الموجدة للتاريخ
الفصل الأول
ناپیژندل شوی مخ