دستور العلماء
دستور العلماء أو جامع العلوم في اصطلاحات الفنون
خپرندوی
دار الكتب العلمية - لبنان / بيروت
د ایډیشن شمېره
الأولى، 1421هـ - 2000م
ژانرونه
به عادة يده الكريمة وإذا كان رحمانا ورحيما خلق ورزق وتمت نعمته فوجب الشكر له والحمد له فقال: {الحمد لله رب العالمين} ثم إنه تعالى مرة أخرى بعد موت الأحياء وفوت الأشياء يخلق المكلفين كما كانوا ويرزقهم في الآخرة فهو مرة أخرى رحمن ورحيم فقال: {الرحمن الرحيم} وإذا كان الرحمن الرحيم مذكورا ثانيا للخلق الثاني يوم المعاد والرزق معد ليوم المعاد فهو مالك ذلك اليوم فقال: {مالك يوم الدين} وإذا تبين أنه الخالق أولا وثانيا والرازق أولا وآخرا فلا عبادة الإله فقال: {إياك نعبد} وإذا كانت نعمته نعما لا يفي بها الشكر وعظمته لعظيمة ايليق بها عبادة الضعفاء لكونه في الدنيا رب العالمين وفي الآخرة مالك يوم الدين وجب في إقامة عبادته الاستعانة به فقال: {وإياك نستعين} ليكون العبادة كما يرضى بها إذ لا يمكننا القيام بأنواع العبادات اللائقة بجلاله بعقولنا القاصرة وأفعالنا اليسيرة وإذا عبدنا وأعاننا يبقى الوصول إليه والمثول بين يديه ليحصل بها الشرف الأقصى ويقطع الحجاب ما بين التراب ورب الأرباب ولا يتيسر ذلك إلا في سلوك طريق فيطلب من الطريق ما هو القويم فيطلب منه ذلك فقال: {اهدنا الصراط المستقيم} ومن أراد الشروع في طريق بعيد فلا بد له من طلب رفيق فقال: {صراط الذين أنعمت عليهم} وهم النبيون والصديقون والشهداء والصالحون وهم أحسن الرفقاء. ثم إذا وجد الإنسان الطريق وحصل له الرفيق فخاف من قطاع الطريق فقال: {غير المغضوب عليهم} يعني الذين يقطعون الطريق على السالكين وإذا أمن من قاطع الطريق بقي خوف الضلال في الطريق وإن سلك قوم قد يشتبه عليهم فقال: {ولا الضالين} والله اعلم. نقلت مما نقل من خطه الشريف. والمثول القائم منتصبا.
البسيط: ما لا جزء له أصلا كالباري تعالى وهو بسيط حقيقي. وقد يطلق البسيط على معان آخر. أحدها : ما لا يتركب من أجسام مختلفة الطباع بحسب الحس وإن تكن مختلفة بحسب نفس الأمر فيشتمل العناصر والأفلاك والأعضاء المتشابهة كاللحم والعظم فإن كل قطرة من الماء وقطعة من اللحم والعظم ماء ولحم وعظم. والثاني: ما يكون كل جزء مقداري منه بحسب الحقيقة مساويا لكله في الاسم والحد فيندرج فيه العناصر دون الأفلاك والأعضاء المتشابهة فإن القطرة من الماء مثلا جزء مقداري من الماء مساو للكل في الاسم والحد بخلاف قطعة الفلك فإنها تسمى برجا لا فلكا وبخلاف الأعضاء المتشابهة إذ فيها أجزاء مقدارية هي العناصر ولا تشاركها في أسمائها وحدودها. والثالث: ما يكون كل جزء مقداري منه بحسب الحس مساويا لكله في الاسم والحد فيندرج فيه العناصر والأعضاء المتشابهة دون الأفلاك فإن قطرة من الماء مثلا وقطعة من اللحم والعظم مساوية للكل في الاسم والحد بحسب الحس بخلاف القطعة من الفلك فإنها بحسب الحس لا تسمى فلكا بل برجا كما لا يسمى
مخ ۱۶۷