259

ديوان

ديوان أبي مسلم ناصر بن سالم الرواحي

ژانرونه

انستقر على لهو بلا ثقة ... ... ... ولا أمان ولا نفس تعافيها

ما سالمت من نأى عنها وحاربها ... ... ولا تسالم قطعا من يداجيها

لا ترحم الطفل تردى عنه والده ... ... ولا الثكالى ولو سالت مآقيها

لم تهدء الدور من نوح وصارخة ... ... ولا المقابر من مستودع فيها

نمر بالطرق والايتام تملأها ... ... ... ولا نفكر فيمن كان يؤويها

ونرسل الطرف والأبواب مغلقة ... ... والدور فارغة والدهر يبليها

أين الذين غنوا فيها مقرهم ... ... ... أظنهم في طباق الأرض تطويها

أين الذين عهدنا أين مكثهم ... ... ... أين القرون لمن تبقى مغانيها

أين الحميم الذي كنا نخالطه ... ... ... أين الأحبة نبكيها ونرثيها

أين الملوك ومن كانت تطوف بها ... ... أو من ينازعها أو من يداريها

أين الاباعد أين الجار ما فعلت ... ... بهم بنات الليالي في تقاضيها

لو أمكن القوم نطق كان نطقهم ... ... ريب المنون جرت فينا عواديها

عظامهم نحخرت بل حال حائلها ... ... تربا لدى الريح تذروها عوافيها

لا شبر في الارض الامن رفاتهم ... ... فخل رجلك رفقا في مواطيها

نبني القصور وذاك الطين من جسد ... ... بال ونحرث أرضا مزقوا فيها

عواتق الناس لا ترتاح آونة ... ... ... من النعوش ولا يرتاح ناعيها

ما بين غارة صبح تحت ممسية ... ... يراقب الناس اذ نادى مناديها

تغدو وتمسي على الأرواح حاصدة ... ... لا ينتهي الحصد أو تفنى بواقيها

ونحن في اثرهم ننحو مصيرهم ... ... وجوعة اللحد تدعونا ونقربها

والعين جامدة والنفس لاهية ... ... ... والزاد ذنب الى عقبى نوافيها

ونهمة النفس فيما تشتهيه طغت ... ... على الأزمة والآمال تطغيها

ما هكذا عمل الأكياس فانتبهوا ... ... من غفلة وعمايات نواتيها

حقا ولا سلك الأبرار مسلكها ... ... ... ساروا خماصا من الدنيا وما فيها

شدوا الحيازيم صبرا عن زخارفها ... ... اذ كل ما زخترفته من مخازيها

لا تحسن الظن فيها انها ملئت ... ... ... غدرا ولا تتبعوها في دعاويها

فالكيس الحر من يقوى بعفوتها ... ... على السلوك الى دار تنافيها

مخ ۲۶۰