والقلب بيت الله فيه نوره ... ... ... نظر الكريم اليه ليس الى الصور
فاستقص قلبك في مقام شهوده ... ... ... لا تعطه شطرا وشطرا في عمر
واصل مقامك في الصلاة وغيرها ... ... عبدا على الاحسان وردك والصدر
واذا ذكرت الله فاعرف قدره ... ... ... بين الرجا والخوف مصروف الفكر
مستشعرا تحت الجلالة خشية ... ... ... ومهابة لا حظ عندك للأثر
لا تعد طورك في المواطن كلها ... ... أنت الفقير اليه في نفع وضر
وجماع هذا الأمر فقر مطلق ... ... ... وعبودة محض وصفو من كدر
وقال رحمه الله واعظا
ماذا تريد من الدنيا تعنيها ... ... ... اما ترى كيف تفنيها عواديها ... ...
غدارة ما وفت عهدا وان وعدت ... ... خانت وان سالمت فالحرب توريها ...
ما خالصتك وان لانت ملامسها ... ... ولا اطمأن الى صدق مصافيها
سحر ومكر وأحزان نضارتها ... ... ... فاحذر اذا خالست مكرا وتمويها
وانفر فديتك عنها انها فتن ... ... ... وان دعتك وان زانت دعاويها ...
كذابة في دعاويها منافقة ... ... ... والشاهدات على قولي معانيها ...
تريك حسنا وتحت الحسن مهلكة ... ... يا عشقيها اما بانت مساويها ...
تسعى اليها على علم بسيرتها ... ... ... ونستقر وان ساءت مساعيها ...
أم عقوق وبئس الأم تحضننا ... ... ... على غذاء سموم من أفاعيها
بئس القرار ولا ننفك نألفها ... ... ... ما اعجب النفس تهوى من يعاديها
تنافس الناس فيها وهي ساحرة ... ... بهم وهمهم ان يهلكوا فيها
يجنون منها على مقدار شهوتهم ... ... وما جنوه ذعاف من مجانيها
من الذي لم ترعه من طوارقها ... ... وأي نفس من البلوى تفاديها
كل البرية موتور بما فتكت ... ... ... لا ثار يؤخذ لا أنصار تكفيها
تروعهم روعة للحسن مدهشة ... ... وهي الحبائل تبديها وتخفيها
ما أغفل الناس فيها عن معائبها ... ... وانما راقهم منها ملاهيها
وللبصائر حكم في تقبلها ... ... ... بأن عيشتها فيها سترديها
غول تغول أشكالا حقيقتها ... ... ... مكرا ولا يرعوي عنها مدانيها
نجري الى غاية فيها فتصرعنا ... ... لابد من صرع جار مجاريها
وان دارا الى حد نصاحبها ... ... ... من أحزم الأمر انا لا نصافيها أني نصافي التي آباءنا طحنت ... ... والآن تطحننا الانياب في فيها
مخ ۲۵۹