260

ديوان

ديوان أبي مسلم ناصر بن سالم الرواحي

ژانرونه

تدعو حذارا وتزهو من ملابسها ... ... تذللا لجهول ليس يدريها والمركون لمعناها رأوا أجلا ... ... ... ينعى الركون اليها في دواهيها

فشمروا الذيل واستاقوا نفوسهم ... ... سوق القلاص سراعا من مراعيها

تعرضت لهم فاستبصروا جنفا ... ... عنها سوى بلغة في ربهم فيها

ماذا يريدون منها وهي شاهرة ... ... سيف الملاحم لا ترثي لاهليها

دست شباك هلاك تحت زخرفها ... ... فما تورط فيها غير باغيها

تخفي الدسائس خدعا في بشاشتها ... ... لكنه بان للابصار خافيها

لم ينج منها سوى المستبصرين بها ... ... ولا توهق فيها غير غاويها

تأثلوا صالح الأعمال وامتثلوا ... ... بغضا ولم يستقيموا نحو تاليها

وكان من شأنهم ان لا تغرهم ... ... ... نضارة حشوها الحيات تغريها

فروا الى الله من دنيا تجارتها ... ... ... خسر وغم وآفات تصاليها

رأوا يقينا بأن الله حقرها ... ... ... فنابذوها ولم يصغوا لداعيها

وحاربوا النفس والشيطان واجتنبوا ... ... ذل الحياة لري من سواقيها

تلكم هموم رجال نحو ضرتها ... ... ... ليست غضارة دنياهم تناويها

أزكى بضاعتهم منها قناعتهم ... ... ... على الكفاء وان تبقى لأهليها

تلك البضاعة لا الأموال تجمعها ... ... وعن قريب الى الوارث تلقيها

تشقى بمكسبها والخصم يأكلها ... ... ... صفوا يمتع نفسا ما يمنيها

دفنت من بعد اخراج الدفين لهم ... ... وصار دفنك للأعداء ترفيها

وصرت في القبر مرهونا بمأثمها ... ... وفات نفسك في العقبى تلافيها

اعدد جوابك في حين الحساب اذا ... ... نوقشت كيف أتت أو كيف تجريها

ما تبتغي من حطام أصله تعب ... ... والمنتهى حسرة لا حد يقصيها

كم تخزن المال لا تعطى حقائقه ... ... تلك المخازن ملأى من مكاويها

ماذا تريد بجمر عشت تركمه ... ... ... جحيمه باشتداد الحرص تذكيها

هلا نجوت سليما من معاطيها ... ... ... فالنفس ميسور هذا العيش يكفيها

قرص وطمر وشكر فهي مملكة ... ... عظيمة ملك كسرى لا يوازيها

هي السلامة لا كي الجباه بما ... ... ... كنزت لا تتوخى فيه تنزيها

ارفق بنفسك لا تقوى على سقر ... ... وافزع الى الله من ذنب سيخزيها

ارحم عظامك ان تصلى بزفرتها ... ... وخز البعوضة لو فكرت يؤذيها

ألا يهولك ما قدمت من خطأ ... ... ... ان الذنوب ديون سوف توفيها بادر الى توبة تمحو الذنوب بها ... ... فما سوى أوبة الاخلاص ماحيها

مخ ۲۶۱