فلم تلد الدنيا لنا غير ليلة
نعمت بها ثم استمرت على العقم
فيا من أقامتني خطيبا لوصفها ،
أرصع فيها اللفظ في النثر والنظم
خذي الدر من لفظي فإن شئت نظمه
وأعوز سلك للنظام فها جسمي
ففيك هدرت الأهل والمال والغنى
ورتبة دست الملك والجاه والحكم
وقلت لقد أصبحت في الحي مفردا ،
صدقت ، فهلا جاز عفوك في ظلمي
ألم تشهدي أني أمثل للعدى
فتسهر خوفا أن تراني في الحلم
فكم طمعوا في وحدتي فرميتهم
بأضيق من سم وأقتل من سم
وكم أججوا نار الحروب وأقبلوا
بجيش يصد السيل عن مربض العصم
فلم يسمعوا إلا صليل مهندي ،
وصوت زئيري بين قعقعة اللجم
جعلتهم نهبا لسيفي ومقولي ،
فهم في وبال من كلامي ومن كلمي
مخ ۸