عجبا لما تأتي به الأيام ... ويريكه الإصباح والإظلام
جاءتك قافية يروق سماعها ... من لا يلائم قلبه إسلام
من صاحب عرفته سبل الهدى ... وله علينا حرمة وذمام
ذكرته عهدا وعقدا بيننا ... صدته عنه زعانف أفدام
فأجابني بخلاف ما خاطبته ... واللام فيه والمليم يلام
أنشا يهيم بكل واد قلبه ... فعل الأولى تركوا الرشاد وهاموا
متمثلا بطوائف تركوا الهدى ... ورمت بهم في الهوة الأوهام
مهلا أبا حسن فمالك معمر ... فيمن به يتشرف الأقوام
أن من عرفت فلا يخاف معاسر ... دلل وليس تميله الأقدام
وهو الإله يوصف مخلوقاته ... وعداهم التوحيد والأعكام
قالوا له الأسماء وهي كثيرة ... لكنها المتفرد العلام
والوحي قالوا ليس بالسور التي ... تتلى علينا بل هي الإلهام
وكذا الرسالة في النبي فإنها ... فعل له زعموا وتلك كلام
والناس فيها بالسوية كلهم ... نوح وسام والخليل وحام
وإذا أردت فكن نبيا مرسلا ... ما لم تغير قلبك الآثام
وكذا الإمامة فهي أيضا شركة ... والناس في ترتيبها الحكام
والأرض خالية جميعا ما بها ... من آل طه الطاهرين إمام
من شاء قام بها فكان كحيدر ... تزهو به الألفاظ والأقلام
والسيف والحطي في يوم الوغى ... والقوم في الهيجاء وادام
ما للآل من مرسل ومؤيد ... فضل يخص به ولا أعلام
فالكل خلق الله مضطلع بما ... قام النبي له وهم أحكام
في ذاك لو شاءوا ولكن سهلوا ... وعن الإمامة والنبوة حاموا
والموجدات فلا تفاضل بينها ... في الخلق إذ هي كلها أجسام
ولا صفات لا تضر ولا بها ... نفع لملتمس ولا إيلام
والناس إلاهم سواهم بله ... وهم الرعاة وغيرهم أنعام
ظنوا بأن الله أهمل خلقه ... هذا عليهم إن عقلت حرام
..........مجبورا ويحفظ شخصه ... وتضيع أشخاصا لها أحلام
هذا اعتقاد لا يراه عاقل ... يقظ ولا تقضي به الأحكام
أشبهت فيما لا يفيد وانه ... عي لدى الحكام أو استبهام
أما المعاد فما عرفت حدوده ... صدتك عنه معاهد وخيام دع منهج الأعراب واسلك منهجا ... آل النبي هداية القوام
مخ ۶۳