فذوا الفقر مرفوض وإن كان ماجدا ... وذو المال محبوب لديكم مبجل
ووافقتم أمثالكم من مقلد غبي ... قليل الذهن للمدح يقبل
إذا قيل هذا فاهم ذو دراية ... تعاظم وهو الفارع المتعطل
يصدنكم في نفسه وهو لو درى ... من العدل والتوحيد غرثان مزمل
فصار له في أفعاله غسل ثوبه ... وحجبه البيضاء جراب ومشعل
وتسلق أعراض الورى بلسانه ... وبينهم نار العداوة تشعل
رويدكم يا هؤلاء تمهلوا ... فذو اللب والتمييز من يتنمهل
وعما قليل تحصدون الذي له ... زرعتم وكل في غد سوف يسأل
ومن جهلكم بالله أن قلتم له ... صفاة وأسماء كثير تحصل
ولكنها هو في الحقيقة عندكم ... فصيرتموه محدثا وهو أول
فهم وهما فيما يقولون واحد ... وذاك هو المبدي المعيد المفضل
فلم تفرقوا بين الجميع وواحد ... وهذا مقال بالضلال مزمل
وقلتم بذا قال الأئمة كلهم ... وحاشا لأرباب الهدى أن يميلوا
فكيف ومسطوراتهم وشروحهم ... بحبل الذي.........عليكم ويبطل
ض
ولكن جهلتم قولكم وادعيتم ... جهالتكم علما يذاع ويبذل
والقصيدة طويلة تركنا بعضها وجئنا ببعض ما فيه موضع الحاجة، ولما نزغ الشيطان بين الشيخ محمد بن حميد هذا وبين الشيخ علي بن أبي رزين كتب علي بن أبي رزين إلى محمد بن حميد هذا شعرا أوله:
أتراهم يوم التفرق لاموا ... ................وهم الذين لاموا
وكانت المطرفية تقول بأن الشيخ علي بن أبي رزين منهم، لسكونه بينهم، وكونه في الوطن معهم، والزيدية تروي عنه أقوالا تخالفهم أقوالهم، ويقول: إن ما كتبه للمطرفية على أقوالهم إنما هو لما يقصد من حسن الجوار، وكان وهو والشيخ محمد بن حميد عالمين، وكانا مصباحين وبينهما المداناة الكبيرة، ثم وقع بينهما شيء ومعاتبات، فلما كتب الشيخ علي بن أبي رزين ذلك الشعر إلى الشيخ محمد بن حميد رحمه الله، كتب إليه الشيخ محمد بن حميد شعرا وهو:
مخ ۶۲