226

بیروت او لبنان له یو قرن او نیمه پېړۍ راهیسې

بيروت ولبنان منذ قرن ونصف القرن

ژانرونه

إن بعض مسيحيي سوريا الذين اضطهدهم الإسرائيليون والوثنيون، على إثر نشأة الكنيسة، فكانوا يسمونهم السريان،

2

قد لجئوا إلى جبل لبنان، وعاشوا فيه جماعات جماعات حتى القرن الخامس؛ الفترة التي قدم خلالها يوحنا مارون - تلميذ الأنبا مارون القديس - مفتشا عن ملجأ حصين في لبنان هربا من ثورات هراطقة بلاد ما بين النهرين وأنطاكية الذين ذبحوا ثلاثماية تلميذ من تلاميذ الأنبا مارون. أخذ يوحنا مارون يبشر برسالته فلاقى نجاحا باهرا نظرا لسعة ثقافته وبراعته في الكلام. وهنالك أسس رهبانية مار مارون فانخرط فيها أكثر السوريين واتبعوا تعاليمها وكانوا قدوة.

3

ولدى انشقاق كنيسة الروم أو كنيسة الشرق لم ينفصل الموارنة عن الكنيسة اللاتينية؛ كانوا يعيشون في كسروان، منفصلين عن الملل الأخرى، ناهجين نهج الرهبان الأبرار الذين كانوا يتولون إدارة شئونهم مدنيا ودينيا، فكانوا أمراءهم وزعماءهم

4

ورؤساءهم في وقت واحد.

إن الإمبراطرة أو أكليروس القسطنطينية، وقد قتلهم الحسد لدى رؤيتهم أبناء هذه الجبال يعيشون هادئين، ناعمي البال، وسط الخلاقات وبلبلة الكنيسة التي كانوا يحمونها، أوفدوا إليهم بضع شراذم تخضعهم وتعاقبهم لاتباعهم البابا. إلا أنها دحرت عدة مرات بعد أن منيت بخسائر فادحة.

5

وعندما أغضبتهم هذه المقاومة استمالوا أحد سلاطين دمشق وأغروه ليثأر لهم من هذا الشعب المتمرد. ولما كان جيش هذا السلطان لا يجرؤ أن يهاجمهم بالسلاح، فقد لجأ إلى استعمال الحيل الحربية؛ خدعهم بعقد ميثاق تحالف يربط بين مصالحه ومصالحهم، ليقفا معا في وجه أولئك الإمبراطرة. ثم دعاهم إلى اجتماع في سفح من سفوح جبال لبنان حضره الأمير إبراهيم الماروني وأكبر قواد أمته، وفي أثناء هذا الاجتماع العام الذي كان يسوده الارتياح التام، وبينما كانوا يتناولون طعامهم جميعا، أومأ السلطان إلى رجاله فذبحوا الأمير وعدة أشخاص من أسرته مع جميع قواده وحاشيته الذين حضروا الاجتماع، وكان يبلغ عددهم خمسين شخصا. واستغل السلطان الذعر الذي عقب هذا الحادث ، فتوغل في الجبل على رأس عدة شراذم من عسكره، أقرها في الضواحي، وأخذ يطارد الموارنة التعساء الذين وقعوا في الشراك كقطيع من الماعز، فذبح منهم قسما كبيرا بلا شفقة أو رحمة، واختبأ قسم آخر في المغاور، أما الباقون فقد تشتتوا هنا وهنالك هاجرين هذه الديار. ثم إن هذه الفلول التائهة بين مكان وآخر التجأت أخيرا إلى جبال تراقية الواقعة على شاطئ مالابار، وهم لا يزالون هنالك - كما يقال - حتى اليوم، وقد بلغ عددهم مائتي ألف شخص. إنهم لم يحافظوا - فيما يختص بتعاليم الديانة المسيحية - إلا على سر العماد الذي يمنح باسم الأب والابن والروح القدس ومار يوحنا مارون. والبعض الآخر يزعم أنهم كانوا يعمدون برسم إشارة الصليب واسم مار مارون، وهم يجهلون اللغة السريانية. وفي هاتيك الفترة التي تلت نكبتهم تلك دخل المتاولة كسروان وظلوا في هذه المقاطعة حتى أيام الأمير يوسف الذي أجلاهم عنها.

ناپیژندل شوی مخ