بیروت او لبنان له یو قرن او نیمه پېړۍ راهیسې
بيروت ولبنان منذ قرن ونصف القرن
ژانرونه
الجزء الأول
كلمة لا بد منها
كتاب من السيد بوجولا إلى السيد هنري غيز قنصل فرنسا في حلب
مقدمة
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
ناپیژندل شوی مخ
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
ناپیژندل شوی مخ
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
ملحق
ناپیژندل شوی مخ
الجزء الثاني
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون
الفصل الثامن والعشرون
الفصل التاسع والعشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الحادي والثلاثون
الفصل الثاني والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون
الفصل الرابع والثلاثون
ناپیژندل شوی مخ
الفصل الخامس والثلاثون
الفصل السادس والثلاثون
الفصل السابع والثلاثون
الفصل الثامن والثلاثون
الفصل التاسع والثلاثون
الفصل الأربعون
الفصل الحادي والأربعون
الفصل الثاني والأربعون
الفصل الثالث والأربعون
الفصل الرابع والأربعون
ناپیژندل شوی مخ
ملحق
الجزء الأول
كلمة لا بد منها
كتاب من السيد بوجولا إلى السيد هنري غيز قنصل فرنسا في حلب
مقدمة
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
ناپیژندل شوی مخ
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
ناپیژندل شوی مخ
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
ناپیژندل شوی مخ
ملحق
الجزء الثاني
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون
الفصل الثامن والعشرون
الفصل التاسع والعشرون
الفصل الثلاثون
الفصل الحادي والثلاثون
الفصل الثاني والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون
ناپیژندل شوی مخ
الفصل الرابع والثلاثون
الفصل الخامس والثلاثون
الفصل السادس والثلاثون
الفصل السابع والثلاثون
الفصل الثامن والثلاثون
الفصل التاسع والثلاثون
الفصل الأربعون
الفصل الحادي والأربعون
الفصل الثاني والأربعون
الفصل الثالث والأربعون
ناپیژندل شوی مخ
الفصل الرابع والأربعون
ملحق
بيروت ولبنان منذ قرن ونصف القرن
بيروت ولبنان منذ قرن ونصف القرن
تأليف
هنري غيز
ترجمة
مارون عبود
الجزء الأول
كلمة لا بد منها
ناپیژندل شوی مخ
هذا كتاب ضخم، يصور لنا بيروت ولبنان يوم كان مؤلفه قنصلا فرنسيا في الربوع اللبنانية؛ فالمسيو هنري غيز قنصل ابن قنصل، ولد في ديارنا، ونشأ على هذا الساحل اللازوردي، وتعلم الفرنسية كما نتعلمها نحن؛ لأنه ربيب أسرة عتيقة المقام بهذه الأرض.
في كتاب هذا القنصل آراء، منها المختمر ومنها الفطير، وفيه أوهام وحقائق، وفيه جد وثرثرة. ترجمته ترجمة لا تخرج عن الأصل، ولم أسقط منه إلا ما لا يحتمل ذكره ولا يطاق، وهذا قليل. لم أرد على المؤلف عند كل رأي لا نقره نحن؛ لئلا يضيع القارئ في أودية الحواشي. فمن يقرأه يعلم ما أعرف ويرى ما أرى؛ فأنا لم أعربه ليقرأه الأجانب.
كلنا نعلم أن السائحين - كالشعراء - في كل واد يهيمون، فكيف بهم وقد جاءوا لبنان الذي هامت فيه وبه أمم المسكونة؟! فكلهم امتدحوا وذموا، وهذا شأن كتاب الرحلات، وأكثرهم يعمل من الحبة قبة.
أما نحن - الشرقيين - فقد كفانا كاتبنا العظيم - شيخنا أحمد فارس الشدياق - شر هؤلاء جميعا، كما استقل بأعباء عرفان الفضل في كتابه «كشف المخبا عن فنون أوروبا»، فأعطى الحق صاحبه.
واحدة بواحدة، والبادئ أظلم.
وبعد، فأشهد الله وملائكته أنني ذقت الأمرين قبل أن جعلت بعض كلام المؤلف آخذا برقاب بعض؛ فصاحبنا يقطع من كل واد عصا، ويفر من موضوع إلى موضوع فرا عجيبا غريبا؛ فهنري غيز هو مكر مفر، لا جواد امرئ القيس السعيد الذكر ...
أجاد المسيو بوجولا في المقدمة - وهي أول ما تقرأ - حين عرض لإنشاء المسيو غيز وأسلوبه، فقال: «سوف لا نفتش في كتابكم عن أناقة الإنشاء، وفخامة الوصف، فمن يكونون في بيروت وحلب لا يهتمون بجمال الأسلوب؛ لأنهم بعيدون جدا عن شئون المجمع العلمي وشجونه ...»
ففي سبيلك وذمتك - أيها القارئ الكريم - ما قاسيت، وحسبي رضاك، وأنت نعم الوكيل لمن يعيش بين الحبر والورق والأقلام.
مارون عبود
عين كفاع (لبنان)، صيف 1949
ناپیژندل شوی مخ
كتاب من السيد بوجولا إلى السيد هنري غيز قنصل فرنسا في حلب
قرأت - يا سيدي - مخطوطة «مشاهداتكم» التي شئتم أن تطلعوني عليها طالبين رأيي فيها. إن مؤلفكم - وهذا ما كان يمكنكم أن تتوقعوه - قد أعجبني جدا، قرأته قراءة عابرة، ثم قراءة من يحاول أن يستنير ويستفيد. لقد رددتم إلي شبابي؛ إذ وضعتم أمام عيني تلك البقعة: بيروت ولبنان، التي زرتها منذ خمسة عشر عاما، فأعدتم إلى ذهني صورة مدينة بيروت الغريبة غير المنسقة، والحقول المغروسة أشجارا من التوت الجميل، وغابة الصنوبر القائمة مكان الغابة القديمة التي زارتها فئوس فرساننا الصليبيين، وقمة القديس ديمتري الحلوة؛ حيث طافت أحلامي عشرين عاما، وأخيرا بدا لعيني لبنان بأوديته المدهشة، وأرزه الأثري، وديورته وأمرائه، وشعبه، وتاريخه المفجع. •••
إن «مشاهداتكم» - سيدي - لتفيض بوصف العادات والتفاصيل الطريفة والآراء اللاذعة والوثائق على اختلاف أنواعها؛ وصفتم الشعوب التي عشتم طويلا بين ظهرانيها، فأوضحتم لنا عاداتها وأخلاقها وتفكيرها ونفسيتها. إنكم تقصون وتحكمون حكم رجل البلاد المجرب، ولكن بتفوق الأوروبي الذي ينظر من أعالي المدنية المسيحية. فالسائح الذي يريد أن يطوف سوريا، ببساطة واستفادة، يجد - ولا شك - في كتابكم دليلا له. والتاجر الذي يريد أن يعقد صفقاته يستوحي نصائحكم ويهتدي بمعلوماتكم. وقناصلنا في سوريا يتعلمون منه حقوقهم وواجباتهم. وأخيرا إن مؤلفي كتب الرحلات في سوريا - الذين يهمهم إصلاح خطئهم وإكمال دروسهم - سيرجعون إلى كتابكم فيجدون أجل الفوائد.
ليس كتابكم بنظرة عابر سبيل، ولكنه نتيجة ملاحظات أربعين سنة صرفت في درس العادات والسياسة وعلم الآثار القديمة. إنكم لم توجهوا كلامكم إلى الشعراء، بل إلى رجال العمل؛ فخيالكم هو الحقيقة بعينها.
سوف لا نفتش في كتابكم عن إناقة الإنشاء وفخامة الوصف، فمن يكونون في بيروت وحلب لا يهتمون بجمال الأسلوب؛ لأنهم بعيدون جدا عن شئون المجمع العلمي وشجونه ...
سوف نجد في هذه «المشاهدات» طابعا خاصا له لذته، كما نجد فيها الكثير من الصراحة وعدم التصنع. إن كتابكم هذا لشرف لكم، وسيكون أثرا خالدا لإقامتكم في سوريا، ولاسمكم الذي تجلله خدمات مشرفة للدولة، وستكسبون بذلك شهرة عظيمة.
ثقوا - سيدي - بالغبطة التي أشعر بها وأنا أكتب إليكم هذه الأسطر، وبالذكرى الجميلة التي أحفظها لضيافتكم لي في سفوح لبنان.
بوجولا
أكوان، قرب باريس، 25 آب 1846
مقدمة
ناپیژندل شوی مخ
لقد عزمت أن أدون ملاحظات يعود أولها إلى بدء إقامتي في بيروت. وإني لأشعر بتأخري قليلا؛ لأن بيروت ولبنان لم يعودا يسترعيان الانتباه العام الذي كانا يسترعيانه في أثناء الحوادث الهامة التي جرت فيهما، بيد أنه لما كانت مشاهداتي هذه تصويرية وتاريخية وإحصائية وأخلاقية أكثر منها سياسية، فقد ظننت أنها تلائم القارئين في كل زمان، وهي - فيما عدا ذلك - متنوعة بالمواضيع المطروقة التي إخال أني خصصتها بجميع فئات القراء، حتى الفئة التي تلتمس في كتاب جديد سبيلا للتلهي بدلا من موضوع يهذب ويفيد. وعلى كل حال، فقد كان غرضي الأساسي تنوير أذهان من يدفعهم حب الرحلة إلى سوريا؛ فإلى رحالة المستقبل أسدي هنا بعض النصائح.
إن المسافر الذي يرغب أن يزور سوريا بلهفة وشوق - وإذا تحرينا الصدق قلنا: بأقل ما يستطيع من كراهية - يجب عليه أن يتزود بكل ما هو ضروري، وأن لا يعتمد في شيء على ما يمكن أن تقدمه له هذه البلاد من أسباب الراحة.
ليس في تلك الربوع سوى مطايا تحمل عليها الأشخاص من مكان إلى مكان، وغالبا ما تكون هذه المطايا هزيلة غير نشيطة. ولما كانت البراذع التركية غير صالحة البتة، فعلى المسافر أن يأخذ سرجا إفرنجيا، ويتزود بثفر وحزام وقرابيس شكت فيها الغدارات القوية.
إن الأسلحة لا تستعمل إلا نادرا، غير أنها هي التي تضمن لك السلام والأمان.
إن حقائب الثياب والقبعات والمظلات والأخراج وجميع حوائج المسافر يجب أن تكون مغلفة بمشمع، أو مطلاة بمادة دسمة تمنع الخدوش التي يحدثها العوسج والصخور ذات الشناخيب حين تعلق بها الحمولة لدى اجتياز المعابر الضيقة، كما أنها تحول دون البلل في الوقت نفسه.
ولا بد للرحالة من سرير نقال كي لا يضطر إلى النوم على التراب، وليتلافى الغبار والرطوبة والقمل والحشرات الأخرى التي يوجد بينها ما يؤذي، لا بل ما هو خطر ومخيف، والأخيرة من هذه الحشرات موجودة في الخرائب والقلاع القديمة، إن ناموسية محكمة على السرير ليست بالشيء الكافي بالنظر لكثرة البرغش الذي يرى في بعض الأمكنة.
إن الرداء ذا القلنسوة، والطماقات المصنوعة من نسيج لا تخرقه المياه والوحول؛ هي ضرورية.
وكذلك بعض معدات المطبخ، وأدوات سفرة كاملة، وإبريق صالح لطبخ القهوة على الكحول (السبيرتو) وشمعدان، وعدد لا يحصى من الحاجيات التي تصطحب حسب ذوق الأشخاص.
أما أنا، فلم أجد وسيلة للسفر خيرا من أن يصطحب السائح كل ما هو ضروري من الخيمة فنازلا؛ وعند ذاك لا يضطر إلى التعريج على القرى، بل يحل بأحسن مكان، وذلك يكون عادة في حديقة قرب نبع أو جدول؛ فهناك لا نتعرض لأمراض المساكن القذرة، ونستريح بعض الشيء من تطلعات الفضوليين المتعبة، كما أننا لا ندفع لأحد شيئا من المال، ولا نتقيد بأي موجبات، وهكذا يمكننا أن نعيش على هوانا؛ لأن الخادم لا يقوم إلا بما يؤمر به.
ليس في لبنان مطاعم ولا منازل معدة للسياح ولا فنادق، أما الحوانيت التي يسميها أصحابها مقاهي، وهي تحتوي كل شيء - كما يزعم من يديرها - فلا يمكن أن يجد فيها المسافر إلا الزيتون والخبز، والجبن الأبيض أحيانا. أما المشروبات فيقدم منها العرق، وقلما نجد النبيذ.
ناپیژندل شوی مخ
وليس لطريقة السياحة في هذه البلدان سعة الطريقة الأوروبية وأساليبها السهلة، مع أنها ضرورية. غير أن الرحلات هنا يقام بها بأكثر لذة، وعلى الأخص خلال ثمانية أشهر في السنة أو تسعة. إنها تذكرنا بالأزمنة البدائية يوم كانت تكثر سعادة البشر وتزداد بقدر ما هم قريبون من الطبيعة؛ فالسعادة أمست تطلب اليوم من رفيق أنيس، فالرفيق هو أولى العدد التي يحتاج إليها السائح في الشرق ولا يمكنه الاستغناء عنها.
إنني أذكر هذه الأبيات من الشعر لدي ليل:
1 ... إن الأشجار تتحدث قليلا، هذا ما قاله لافونتين
فأود لو أجد واحدا إلى جانبي لأنقل له ما يوحيه إلي الغاب.
إن الفصل
الحادي والثلاثين (من هذا الكتاب) ينير طريقنا؛ إذ يصف لنا البيوت العربية والرفاهية التي يمكننا أن نعتمد عليها فيها.
وإني أنصح دائما المسافر الذي لا يملك خيمة (شادر)، أو ليس في عبه كتاب توصية، أن يتوجه إلى كاهن المحلة؛ لأن منزله أكثر نظافة من غيره، بل أقل قذارة إذا أردنا الصدق. أما المنفعة من هذا الانتقاء، فهي توخي دفع المصارفات دائما؛ لأن الكاهن لا يمكنه أن يرفض ما يقدم له (كحسنة قداس). أما إذا كان غير هذا فالمضايقة واقعة لا محالة.
نصبت خيمتي على سطح منزل الكاهن، وهو قائم في الضواحي التي لا يتمتع فيها بأمان كبير.
يجب أن يحذر المسافر آراء أبناء هذا البلد وبعض الفرنجة؛ فهم يحشون - إذا ما استشيروا - مخيلة السائحين بالمبالغات التي يروونها عن الآثار التي أدهشتهم، وذلك يعود إلى غباوتهم لأنهم لا يشبهون القلاع التي يخلب ألبابهم منظرها الرائع إلا بما نراه اليوم من بنيات، وهي أكثر سماجة من التي نسميها نحن بربرية. إن العرب تدهشهم - بوجه عام - رؤية الأنقاض، وكل قلعة مبنية بحجارة ضخمة تعد بمجرد هذه الضخامة أعجوبة في نظرهم. إنهم يؤكدون أن الناس يعجزون عن إشادة مثلها، ويعزون ذلك العمل إلى الجن.
ويجب علي أن أحيط القارئ علما بأني أمتنع عن التدليل على الأخطاء العديدة المنتشرة هنا وهناك في مؤلفات السياح. إن مهمة الناقد لا تغريني البتة، فضلا عن أني إن فعلت فقد أعرض نفسي إلى أن أكون متعبا ومملا دون أن يكون لي أقل نصيب في أن ألذ قارئي؛ فالكثيرون من الذين سبقوني قد نظروا إلى الأشياء التي وصفوها نظرة عجلى، أو إنهم وثقوا ثقة عمياء بالأشخاص الذي استقوا منهم معلوماتهم؛ وهذان السببان يخلقان لهم عذرا. ولما كنت أعتبر - ولا شك - أنهم تحدثوا صادقين عن نقاط أخرى، فقد كنت جد مسرور بذكر ما أذاعوا، وقد اهتممت بنقل أقوالهم كما وردت في كتبهم، بدلا من إيرادها بتعابير أخرى؛ وفي ذلك فخر لي أني تركتها لهم، وضحيت بأنانيتي لأؤيد بالشواهد آرائي التي تضمنها كتابي هذا. إن هذه الآراء وإن بدت ضعيفة، فهي لا تقل قيمة عن آرائي أنا الذي عرف البلاد ولابس أهلها. إني أعدها نوعا من التأكيد الذي يضاف إلى المزاعم المنقولة، ودعامة للفكرة التي سبقني إليها غيري.
ناپیژندل شوی مخ
وأرى لزاما علي أن أنبه القارئ إلى أن ما يلمسه من فرق بين قيم النقد ينتج عن تقلبات الأسعار في مختلف الأوقات، وهذه التقلبات يحدثها التقلب المتواصل في العملة التركية فتؤدي إلى ارتفاع أسواق النقد الأوروبي؛ ومن ثم إلى قيمة الأوراق النقدية التي تدفع بهذه العملة.
كان بوسعي أن أقدم للقراء رسوما ومخطوطات اهتممت بجمعها لأنه توفر لدي مستندات جديدة وكاملة، وهي كافية للقيام بتنظيم خريطة لبنان، فعسى أن يتاح لي فيما بعد أن أبرز إلى الوجود هذه التتمات المختلفة المكملة لمشاهداتي.
هوامش
الفصل الأول
خطة الكتاب - ملخص تاريخ بيروت. ***
يطلب عادة من الرحالة أن يصف - ببعض التفصيل - البلد الذي يتناول الحديث عنه، لكي يعرف النقاط المهمة في تاريخه. وهذه الطريقة يتوجب عليه اتباعها، ولا سيما حين يضطر - لأنه لا يريد، أو لا يستطيع أن يطوف كثيرا - أن يقيم في مكان معلوم ليراقب من محل مشرف جميع الأشياء التي يدور عليها موضوعه، فيعطي كلا منها على حدة لونه الخاص.
وأعتقد أنه يجب الإكثار من الإلمام ببعض المعلومات المختلفة؛ لأنها تحتوي كل ما هو ضروري لمعرفة مكان أو ناحية في مختلف الوجوه التي تعود أن ينظر إليها من خلالها.
وإذا اقتفي أثري، فإن معرفة البلدان النائية تصبح سهلة، والذين يرودون البلدان - وعندهم هذه الصورة التي تتكون من مجموعة هذه الإلمامات الجزئية - يستطيعون أن يقوموا برحلة مجدية، فينتقلوا إلى المكان الذي يريدون أن يروا فيه شيئا معينا، كل حسب ذوقه وهدفه الذي يحدوه إلى السفر.
أفلا يصنع هكذا عندما يراد تنظيم خريطة بلاد ما؟ لا بد من رسم الخطوط الأولية أولا لتصلح فيما بعد أن تكون صورة كاملة؛ وبهذه الطريقة تكون - على قدر الإمكان - صحيحة كاملة.
شاهدت علماء وهواة يطوفون جميع أنحاء سوريا؛ لأنهم يريدون رؤيتها في خمسة عشر يوما، ثم ينشرون «مشاهداتهم» حسب آرائهم المستقاة من المكاتب، أو مأخوذة من محادثات أهل البلاد الذين صادفوهم في طريقهم. تلك هي الخطة التي سلكها من تقدمهم، بعد أن مروا عن يمين وشمال بالآثار والأمكنة والمدن التي كان لهم بعض اللذة في مشاهدتها.
ناپیژندل شوی مخ
وهذا هو السبب الذي حملني - في أثناء إقامتي عدة سنوات في سوريا - على أن أسدد في مناحي شتى خطوات السائح العادي. لقد نبهتهم إلى أشياء طريفة كان وجودها عندهم مجهولا، إلا أنهم لم يحاولوا معرفة الذي دللتهم عليه، بل إن كثيرين منهم تحدثوا عن أشياء لم يعرفوها إلا بالسماع.
كان يمكنني أن أسجل لهم عدة أخطاء؛ لأني رأيت سوريا بعيني، وقرأت الكتب التي نشرت عن هذا البلد، إلا أني لما كنت لا أكتب إلا لأرضي رغبة أصدقائي الملحة، طامعا بإمتاع الجمهور وتفكهته، فسوف لا أدل على أخطاء غيري؛ لأن ذلك يقتضيني الكثير من اللباقة.
وسوف يلاحظ القارئ أنني على طرفي نقيض وبعض الرحالة الذين حكموا - على ذمة غيرهم - على أشياء كثيرة حكما سطحيا.
أما أنا فسوف لا أذكر شيئا لم أره بأم عيني، أو أنه لم يكن من قبل قيد ملاحظة دقيقة ناضجة.
اندثر تاريخ بيروت، كما اندثرت عدة حوادث تاريخية في ظلمات الأزمنة،
1
ولولا بضع مقتطفات كتبت وانتهت إلينا، لتوجب علينا إرجاع العصور إلى النقطة الأولى التي ابتدأت بها.
وما دمنا نفتقر إلى معلومات مفصلة، فلنكتف إذن بالقول - مع المصنفين المسيحيين - إن بيروت أسسها جرسي
Gersé
المعروف باسم جريس
ناپیژندل شوی مخ
Géris
2
ابن كنعان الخامس. أما إذا اتبعنا أقوال المصنفين الوثنيين فتكون بروه
Beroé
زوجة أوجيكس
Ogygès
هي التي سمتها بيروتوس
Béroutos ، وهذه المدينة - التي زاحمت في الأهمية صور وصيدون - قد أتى على ذكرها استرابون
Strabon
وبلين
ناپیژندل شوی مخ
وبطليموس
.
يقول الأب بيسون
Besson :
3
إن أهل هذه المدينة كانوا من الطبقة البرجوازية، وإن هيرود هو الذي قام بتجميلها، ثم شيد فيها الملك أغريبا الأروقة والمسارح والمدرجات وعدة بنايات فخمة، وإنها لذيذة بثمارها، وجميلة بسهولها المستلقية على شط البحر.
أصبحت بيروت - التي سميت على عهد الإمبراطرة الرومان فيليكس جوليا
Félix Julia - أكبر مدرسة للشرع في الشرق، حتى إن يوستنيانوس أطلق عليها اسم أم الشرائع ومرضعتها.
4
أنجبت بيروت - حين تصنيف مجموعة القوانين والاجتهادات الشهيرة - أشهر مشترعي العصر: دوروتي
ناپیژندل شوی مخ
Dorothée ، وأناتول
Anatole
اللذين اشتغلا في تنسيقها، وهي نواة القوانين الحديثة.
يقول مؤلف رسائل فلسطين
5
إن لديه بينات كافية تعيد تاريخ إنشاء هذه المدرسة إلى ما قبل حكم ديوكلثيانوس، أي إلى حوالي القرن الثاني.
وبعد انقضاء ثلاثمائة سنة على ذلك اكتسبت أهمية كبرى، حتى إن أسقف بيروت الذي حضر المجمع الخلكيدوني نصب مطرانا عليها، وأصبحت هذه المدينة كرسيا له.
6
وعام 448 دعي إلى عقد مجمع ثان فيها.
وفي 1110 احتلها المحاربون الصليبيون.
ناپیژندل شوی مخ