227

بیروت او لبنان له یو قرن او نیمه پېړۍ راهیسې

بيروت ولبنان منذ قرن ونصف القرن

ژانرونه

ويقال - بناء على زعم الكثيرين - إن عدد الموارنة كان كثيرا لا يستهان به في الهند، وإنهم كانوا يعيشون فيها سعداء مستقلين، لا يعكر صفوهم معكر؛ نظرا لأعمالهم الزراعية التي كانوا يقومون بها، ومراكز إقامتهم المنيعة التي لا تقتحم.

أوفد البطريرك حنا الحلو والمطران يوسف إسطفان - مؤسس عين ورقة - إلى تلك البلاد، سنة 1813، راهبين اضطرا إلى التوقف في بغداد بسبب الحيرة التي وقعا فيها، لا لعدم توفر الأسباب المؤيدة لوجود هؤلاء النصارى الذين يقال إنهم يتحدرون من الموارنة، بل للصعوبات التي اعترضت وصولهما إليهم، فعادا على أعقابهما. ومذ ذاك لم يقم أحد بمحاولة أخرى من هذا النوع.

ويظن في بغداد أن بعض المرسلين تمكنوا من الوصول إلى جبال تراقية فردوا أهليها إلى اعتناق الكثلكة. ويجب أن نلاحظ أن البيان الذي نشرته نيابة أسقفية مالابار

6

قد تناول المسيحيين الأول المعروفين باسم مسيحيي القديس توما - الكلدانيين السريان أو السريان فقط - الذين لم يتفقوا والموارنة إلا في دحض مغالطات أوطيخا ونسطور. إن هذا البيان لم يأت على ذكر جبل تراقية.

وأشد الآلام التي قاساها الموارنة، في الآونة الأخيرة هي - بلا ريب - تلك التي تلت سقوط فخر الدين. لقد استنزفت بادئ ذي بدء جيوبهم من جراء دفعهم نفقات أميرهم الضخمة. وعندما حدث الانقلاب وما تلاه من نتائج سيئة سحقوا تماما؛ ففي تلك الآونة توطدت - بنوع خاص - العلاقات القائمة بين الموارنة والفرنسيين؛ لأن مصيرهم البائس لم يكن يريهم خشبة النجاة إلا في تدخل ملك فرنسا - لويس الكبير - الذي ملأت شهرته قلوب مسيحيي لبنان ودوت في جميع جبالهم.

وبهذه المناسبة (1659) أخذ الملك على عاتقه حماية البطريرك، وجميع الأساقفة والإكليريكيين والعلمانيين الموارنة، ثم توسط سفير فرنسا في القسطنطينية للمحافظة على هذا الشعب وحماية مصالحه.

ويظهر أن الموارنة ظلوا في قلق وخوف، كما يتبين ذلك مما نشره دي لاروك من براءات ملكية ترجع إلى عام 1697 حول مساعي أمراء لبنان وبطريركه في تغيير أسلوب الحكم المجحف بحقوقهم.

ففي عام 1662 عين أحد أفراد آل الخازن - وهؤلاء هم من أعرق وأشرف عائلات الجبل - قنصلا لفرنسا في بيروت. وكان القصد من هذا العطف أن يخول أحد الموارنة الأقوياء بعض السلطة ليعاضد إخوانه ويرعاهم.

وقد فهمت من أحد أساقفة هذه العائلة أن الكنيسة الأولى، التي شيدت في كسروان - يوم كان يأبى تعصب المتاولة الأقوياء، حينذاك، أن يكون للمسيحيين مكان عام يصلون فيه - كانت في منزل قنصل فرنسا. فهذا القنصل الخازني جعل مقره الصيفي في الجبل، فكان ذلك المكان مصيفا وكنيسة في وقت معا؛ وهكذا أتاح لبني ملته ممارسة طقوسهم الدينية.

ناپیژندل شوی مخ