224

بیروت او لبنان له یو قرن او نیمه پېړۍ راهیسې

بيروت ولبنان منذ قرن ونصف القرن

ژانرونه

أكثر سكان زحلة من الروم الكاثوليك. وهم شجعان أشداء، حمل تكاتفهم جيرانهم المتاولة على احترامهم، وخمسمائة من الزحليين يحمون بلدتهم من كل عدوان خارجي. وعندما أعلن الدروز ثورتهم على الموارنة انضم أهالي زحلة إلى هؤلاء وصمدوا في وجه الدروز، لا بل غلبوهم على أمرهم وكبدوهم خسائر فادحة.

تتجر هذه البلدة بالمأكولات والأنسجة والأصواف والزبدة.

تصدر الأحكام القضائية في زحلة باسم الأمير الكبير، والإدارة المحلية منوطة بأحد ضباطه، يعاونه مطران الأبرشية في تدبير الشئون المختصة به.

إن جميع سطوح منازل قرى البقاع وجدرانها الخارجية مغطاة بكوم من زبل البقر المخلوط بالتبن الخشن الذي عافت أكله تلك الحيوانات. والأهالي يجففون هذا الزبل ليجعلوه وقودا.

وإذا ما استثنينا بضع أشجار من الحور فقلما نجد في سهل البقاع شجرة واحدة. إن الذين يرونه الآن لا يمكنهم أن يهتفوا: إن رجلا نافعا مر ها هنا!

لقد أمر إبراهيم باشا بتشجير هذه الناحية؛ فجيء بعدد كبير من الأشجار لتزرع في البقاع، ولكن إذا سمحت لنفسي أن أحكم على الأعمال لا على الأقوال، أقول: إن هذه البقعة لا تزال قفراء كما رأيتها في رحلتي الأوليين، وقد عملوا فيها كما فعلوا في حلب تحت بصر هذا القائد.

إن زحلة تفرح وتسر في الربيع، وخصوصا من يتيسر له أن يسكن الضاحية المرتفعة منها. والسيد بودين - الذي أنزلني في داره مدة من الزمن، شيد فيها لنفسه بيتا على جانب كبير من الجمال، في أجمل موقع يمكن أن يتخيله إنسان.

وعندما اضطرنا مدفع «نافاران» إلى مغادرة مراكزنا أصبح لبنان ملجأ جميع فرنسيي سوريا. والسيد بودين القائم بأعمالنا في دمشق انكفأ إلى زحلة، بينما كنت أنا أنزل حينا بعد حين في مختلف الأديرة؛ فرجال الأكليروس الذين سمحت لي الفرص أن أخدمهم في عدة مناسبات أظهروا لي اهتماما بالغا ليبرهنوا عن عرفان جميلهم.

إن السيد بودين هو صديق لي منذ مدة طويلة (وهو صديق جميع الذين يعرفونه). ولما كنت أغتنم ساعات فراغي للتلهي، فقد شاء هو أيضا أن يحصل على نصيبه مني، فزرته يرافقني صديق آخر، هو أحد أولئك الفرنسيين المحبوبين الذين عرفتهم سوريا: السيد فورتونه أومان.

وفي تلك الرحلات التي قمنا بها معا شد ما تلذذنا بالتحدث عن وطننا الذي جعله ابتعادنا عنه جميلا في أعيننا أكثر مما هو عليه ألف مرة. إننا نأسف عندما نفقد شيئا، وعند ذاك يمكننا أن نقدر قيمته؛ وهكذا يجب أن نحرم امتلاك شيء لندرك أهميته وحاجتنا إليه.

ناپیژندل شوی مخ