بیروت او لبنان له یو قرن او نیمه پېړۍ راهیسې
بيروت ولبنان منذ قرن ونصف القرن
ژانرونه
إن مياه هذا الينبوع ذات مد وجزر؛ ولهذا ظنها أبناء البلاد مسحورة.
إن المطحنة المائية المشيدة هنالك يرتادها أكثر أبناء قرى الضاحية الغربية المجاورة للجبال المناوحة للبنان؛ نظرا لندرة المياه في جميع أنحاء تلك البقعة.
وجدت بين أنقاض قرية عنجر قطع أعمدة من صوان جميل أسود اللون وأبيضه وأحمره.
وغير بعيد من هنالك يقوم مقام النبي زور، وهو جامع مشيد على آثار هيكل قديم.
إن احترام ذلك المكان وإجلاله ونوع الحجارة التي استخدمت في البناء الجديد ينبئان أن هذا المحل كان مزارا مقدسا قبل مجيء الأتراك. وفيما عدا ذلك نرى هنالك حفرة مطمورة طافحة بالمياه، ويبدو للنظر أنها كانت فسيحة. وهناك نواويس وصهريج ينزل إليه بدرج، وحول هذا الصهريج أنقاض كثيرة على جانب كبير من الضخامة.
والنبي نوح الذي يبعد قليلا عن المعلقة - وهي قرية قرب زحلة - مقام ذو آثار ترقى إلى عصرين مختلفين؛ فجامعه الكبير المدعو باسم هذا النبي زاره عدد كبير من الخلفاء والسلاطين، وقد خلدت زياراتهم تلك المخطوطات المنقوشة على جدرانه.
بني هذا الجامع الكبير بحجارة الهيكل القديم. أما ضريح هذا النبي القديم فمشيد في غرفة طويلة تتناسب مع حجم اللحد الذي لا يزيد طوله على الواحد والثلاثين مترا، أما عرضه فمتر وخمسة وستون سنتيمترا. إن الذين خطوا الضريح لم يشاءوا أن يجعلوه أكبر مما هو عليه خوفا من الابتعاد عن الواقع؛ لأن بنية نوح الجبارة - لا بل أكثر من جبارة - يجب أن يزاد قبرها خمسة أو ستة أمتار عما هو عليه. بيد أنهم - دون أن يبالوا باحترام هذا الجسد المقدس - جعلوا ساقي الدفين منتصبتين عموديا؛ وهكذا اختصروا القبر فجعلوا نهايته عند أول الركبتين.
تعد قصبة زحلة حوالي ثلاثة آلاف من النفوس، وهي واقعة في واد على منحدر رابية، وتحت هذه الرابية تجري ساقية صغيرة فتروي بضع مئات من أشجار الحور يتفيأ ظلالها أكثر السكان حين يدفعهم قيظ الصيف من مساكنهم الضيقة القليلة الارتفاع.
إن بيوت زحلة مبنية بالتراب والقش، تدخر حرارة شمس النهار وتحفظها طول الليل؛ وهذا ما يحمل أبناء زحلة على أن يناموا فوق سطوح منازلهم في العراء. وهذه البيوت نظيفة الداخل، وأكثرها كبير واسع يدخله الهواء وتتوافر فيه جميع أسباب الراحة كما في بيوت المدن. ويخيل للذي يرى هذه البيوت أنه في إحدى قرى جزيرة قبرص المشيدة بالمواد نفسها.
يرتدي سكان زحلة بوجه عام ملابس نظيفة جيدة، والنساء يلتحفن بمئزر من النسيج الأحمر، ويعصبن رأسهن ببساطة كلية، فالطربوش المعصوب بمنديل يغطي الرأس يذكر السائحين بملابس أهل قبرص. وفي زحلة أمر تجدر ملاحظته؛ وهو كيف يدفنون موتاهم. إنهم يدفنونهم على وجه الأرض تقريبا، وعلى مسافة بضع خطوات من منازلهم؛ يضجعونهم في أضرحة تشبه النواويس يبنونها من كلس ورمل فيبدون كالموميات لمن يراهم حين يوسدون الثرى.
ناپیژندل شوی مخ