بیروت او لبنان له یو قرن او نیمه پېړۍ راهیسې
بيروت ولبنان منذ قرن ونصف القرن
ژانرونه
لا تنقصنا معرفة العلاقات الجديدة التي ستقوم في البحر الأحمر، ولا يفوتنا إدراك تغيير ما كان موجودا، ولسنا نجهل تبدل وجه الأمور في العالم، بل الذي ينقصنا هو أن نعرف كيف نعمل، ونتهيأ لنستفيد من هذا الانقلاب الذي لن يكون عن طريق باتافيا وبومباي وكلكتا وبونديشيري وبوربون ومدغشقر، بل عن البحر الأحمر ومصر. لقد درست قضية المرور عن طريق العريش ومصر؛ فهذه قضية مستطاع حلها لأنها لا تستدعي إلا إرادة، ولأن في الاستطاعة مهاجمة مصر من البحر المتوسط؛ ففرنسا وروسيا واقفتان على أبوابها، وإذا لم يكن للنمسا من أهداف سياسية في هذه البلاد توازي أهداف هاتين الدولتين قيمة وأهمية، فلهذه الدولة مصالحها التجارية التي ستصبح هامة نظرا لهذا الممر والعلاقات الجديدة التي ستنشأ وتنمو.
إن المصالح الأوروبية هي هي، سواء أكان ذلك في مصر أم في البحر الأحمر؛ فالإنكليز يعملون دائما وأبدا ليسيطروا ويوطدوا نفوذهم. بيد أن أخاديعهم أصبحت مفضوحة، وسيدا مصر اليوم - محمد علي، وإبراهيم باشا، خلفه المقرر - يفهمان جيدا طوية الإنكليز، وهما يمقتانهم رغم ملاطفتهما إياهم. إنهم يصيخون إلى النداء ويقدمون يد المساعدة لكل طلب أو محاولة أو مشروع من شأنه أن يناهض نفوذ هؤلاء، فما يهم مصر أصبح مفهوما: يجب أن تكون مصالح أوروبا في هذه البلاد أمتن من مصالح إنكلترا وحدها وأقوى.
إن قضية البحر الأحمر هي - إذن - ذات شقين مستقلين: مصر أولا، ثم - وهذا قد رأيناه سابقا - القسم الأعلى من البحر الأحمر وخليج باب المندب الذي استولت على شواطئه قبائل مختلفة متفككة يسهل المكر بها، وهي على الغالب تفهم مصالحها على أسوأ ما يكون الفهم. إن هذه الناحية مجهولة إلا من الإنكليز، وقد درسوها باهتمام. إنهم يعرفون تماما بأن نصف القضية أو - على الأصح - كلها هي ها هنا، فمن سواكن إلى رأس كاردافوي من جهة، ومن جدة إلى دفر حدود حضرموت من جهة أخرى، ينتظر مستقبل باهر، سياسي وتجاري؛ فالدولة التي تعرف كيف تنشئ مؤسساتها على هذه الشواطئ أو تقيم علاقات حسنة لا يستطيع أي حادث أن يزعزها.
أوهل يجب أن نقدم لإنكلترا برهانا آخر مستشهدين مجددا باحتلال عدن؟
إن دولة منافسة عينت وجهة سيرها وتحفزها؛ فعلى فرنسا أن تستقر إذن في البحر الأحمر وخليج باب المندب. وللدول الأوروبية هناك مصالح مماثلة لمصالحنا؛ فعليها أن تعمل جميعا إما متحدة وإما منفردة الواحدة عن الأخرى. إن مصالح هذه الدول مشتركة متشابكة إلى أبعد مدى، فإحداها تدعم الأخرى. وإذا ما تقرر العمل فالدول تتعاضد، وكل منهما يعمل من جهته: فرنسا في مدغشقر وبوربون والهند، والنمسا وروسيا تنشآن مراكز تجارية وغيرها، وهولندا تصبح ذات علاقة مباشرة مع جاوى وسومطرة والهند، وكذلك الإسبان؛ فإنه باستطاعتهم أن يستوردوا عن طريق البحر الأحمر منتوجات مانيلا؛ فبواسطة هذا المنفذ تأتي كل دولة بمنتوجات مستعمراتها وتصرفها عن طريق البحر المتوسط، وتقايض بها، وتزاحم منتوجات الهند الإنكليزية على أوسع نقاط تجارة العالم. (2) المؤسسات بوجه عام
قلت إن القضية تنحصر في إنشاء مؤسسات تمتد من سواكن حتى رأس كاردافوي على شاطئ أفريقيا، ومن جدة إلى دفر على شاطئ جزيرة بلاد العرب حتى حدود حضرموت.
وهذا العرض البسيط يدل على أن السويس والقصير
Cosseir
منعزلان إن هذين المرفأين هما لمصر، وسوف لن يكونا أبدا إلا مرافئ استيداع وتصريف البضائع، وسيبقيان بحق لأصحاب تلك البلاد، فما علينا سوى إنشاء دور القنصليات وتعيين موظفين تجاريين يشرفون على البضائع التي تنقل من الهند إلى أوروبا ومن أوروبا إلى الهند، ثم نقف بالمرصاد منتظرين الحدث الأهم.
إن معرفة مقدرتنا على إنشاء مؤسسات على شاطئ أفريقيا أو جزيرة بلاد العرب هي ما يجب علينا بحثه، وإني أرى هذه القضية أقل تعقيدا مما يظنون.
ناپیژندل شوی مخ