بیروت او لبنان له یو قرن او نیمه پېړۍ راهیسې
بيروت ولبنان منذ قرن ونصف القرن
ژانرونه
ليست القضية قضية إنشاء مؤسسات على شاطئ الجزيرة، ولكنها قضية إنشاء علاقات طيبة ومتينة فحسب، وهاكم الدليل: إن كل مؤسسة تنشأ على هذا الشاطئ تسيء في الوقت نفسه إلى الأمة التي تديرها، والبرهان على ذلك عدن التي احتلها الإنكليز فكانت سبب الكراهية والحقد اللذين يكنهما العرب لهم؛ فهؤلاء الناس الذين يتعشقون الحرية إلى أبعد مدى - وهم في الوقت نفسه متعصبون لدينهم، وتياهون معتدون بأنفسهم، ينقلبون عليكم إذا ما شعروا أنكم تهددون استقلالهم ودينهم وتجرحون عزتهم الوطنية. إن التفكير بإخضاعهم عملية خطرة جدا، وليحاول الإنكليز ذلك إذا شاءوا.
إني أرى غير التفكير بإخضاعهم؛ أرى أن يسعى سعيا حثيثا للتحالف معهم.
إن احتلال إنكلترا لعدن هو خطأ بالنظر للعلاقات التي يجب أن تقام مع داخل الجزيرة. لقد ظنت هذه الدولة أن القضية تتعلق بهنودها فأخطأت ولم تصب المرمى؛ فلنستفد نحن من خطئها؛ فالطريق إلى أن نكون أكثر منهم نفوذا ممهدة لنا اليوم. أما فيما يتعلق بمشكلة المرور والمركز فما من شك في أن احتلال عدن هو من أهم القضايا الخطيرة. إن عدن لهي جبل طارق البحر الأحمر؛ فيجب - قبل كل شيء - أن نتخلى عن فكرة إنشاء أي نوع من المؤسسات على شاطئ الجزيرة. وحسبنا الآن تعيين موظفين وقناصل في جدة، والحديدة، ومخا، والداخل إن أمكن، ليوطدوا مصالحنا وعلاقاتنا هناك.
ومنذ اليوم الذي يلاحظ فيه العرب بأنكم لا تتطلبون منهم شيئا، بل يرون - على نقيض ذلك - أنكم ترغبون في ربط مصالحكم بمصالحهم، فسيكونون إلى جانبكم ضد إنكلترا التي يخافونها.
أما قضايا شاطئ أفريقيا فتختلف عن ذلك كل الاختلاف. صحيح أن هذه الشواطئ مأهولة بقبائل إسلامية، إلا أن هذه القبائل ضعيفة مفككة عرى الاتحاد؛ فالقسم الداخلي من بلاد الحبشة يضم شعوبا مسيحية، وهي بأسرها تدعونا وتمد لنا يد المساعدة عندما ننزل إلى الشاطئ.
والمواقع التي يمكن احتلالها، سواء أكانت في خليج باب المندب، أم كانت عند مدخل البحر الأحمر، أم على شواطئ الحبشة، هي كثيرة جدا، يجب أن توصل جميعها ببوربون عن طريق شاطئ أفريقيا الجنوبية الشرقية ومدغشقر؛ فتؤلف سلسلة مؤسسات تجابه بها فرنسا إنكلترا، لا سيما أثناء حرب عامة. أما أيام السلم فيمكنها أن تكون لنا مصدر منافع تجارية عديدة.
يظهر أن الدولة الفرنسية قد سلمت بأهمية هذه القضية فكلفت؛ لجنة أن تدرس قضية إنشاء مراكب تجارية تمخر بين السويس وبوربون. إنه لمن المحتمل جدا - لسوء الحظ - أن تقوم هذه اللجنة بما قامت به شبيهاتها، فتدفن المشروع. ولكن مهما يكن من أمر فإن مستعمرتنا بوربون، ومصالحنا في مدغشقر والهند، وأخيرا مصالحنا التي قد تنشأ على شاطئ أفريقيا؛ تستدعي هذا التنظيم. (3) بواخر بين السويس وبوربون
إن بين بوربون والسويس - إذا ما سرنا خطا مستقيما أو شبه مستقيم - مسافة تراوح بين 1650 و1750 فرسخا. وطريق كهذه لا يمكن أن تكون شوطا واحدا، ما لم نقم ببناء بواخر كالبواخر المعدة للإبحار إلى ما وراء المحيط. وإذا اتبعنا هذا النهج في علاقاتنا مع أميركا فلاستحالة وجود المواقف. أما من بوربون إلى السويس فإننا نجد أماكن نرسو فيها حيث نشاء؛ لأن نظرنا يقع دائما على شواطئ وجزر. إن تنظيم هذه الشبكة من البواخر ونجاحها - وهما ممكنان إذا شئنا - يرتكزان أولا: على اتجاه الخط، ثانيا على المئونة (فحم الحطب، خشب البناء، المعيشة)، ثالثا على مركز الموانئ. (4) الاتجاه الأول والخطوط الممكنة
الاتجاه الأول: الخط الإنكليزي.
430 فرسخا من بوربون إلى سيشيل، ربطه بجزيرة فرنسا
ناپیژندل شوی مخ