252

بهګت الانوار

بهجة الأنوار

ژانرونه

قلنا: أضافهما الله تعالى الى نفسه لكونهما خلقا له لا لنا، وإنما لنا من ذلك الاكتساب المناط بالإختيار فالأفعال خلق منه واكتساب منا وخلقه للأفعال لا يستلزم الجبرية كما سيأتي بيانه. ومنها قوله تعالى: { فأنى تؤفكون } الأنعام : 95 ، وقوله تعالى: { فأنى تصرفون } يونس : 32 قالوا: "فمن يؤفكهم ومن يصرفهم إلا الله. وقوله عزوجل: { من يضلل الله فلا هادي له } الأعراف:186 وقوله: { من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا } الكهف : 17 والجواب عن هذه الآيات كلها هو عين الجواب عن الآية الأولى. ومنها قوله تعالى: { ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها } السجدة : 13 قلنا: لا تعلق لكم في هذه الآية ولا في شيء من نظائرها لأنها إخبار عن نفوذ قدرته تعالى وتأثير إرادته، أي فلو شاء أن يفعل لهم الهداية لفعل لهم ذلك لأنهم لا يعجزونه لكن اقتضت حكمته تخييرهم بين الهداية والضلالة وقد جعل لهم قدرة صالحة لإكتساب أي واحد شاءوا فلا جبر.. وإذا عرفت تعلقهم بهذه الآيات فارجع الى الوقوف على الإحتجاج عليهم وبيان ما يؤدي اليه مذهبهم فاعلم أن الإحتجاج عليهم من الكتاب العزيز كثير منها ما أوردته المعتزلة استدلالا لهم على خلق أفعالهم فإن جميع ما مر في ذلك مناف للجبر الذي زعمه هؤلاء، ومنها آيات الإكتساب فإنها مصرحة بإضافة الكسب الى العبد قطعا وإذا ثبت لهم الكسب انتفى الجبر لأنهما متضادان.

مخ ۲۸۵