و(على) للاستعلاء حقيقة كقولك: جلست على السطح، ومجازا كقولك: جلست مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم على التقوى وكقوله تعالى: [ ] {لمسجد أسس على التقوى}(1) فيجوز مجازا في حق الله تعالى كقوله تعالى: [ ]{الرحمن على العرش استوى}(2) أي: استولى، والاستواء يعني الاستيلاء، والاستعلاء يطلق على الاستيلاء مجازا كقولهم: قد استوى بشر على العراق، والعرش بمعنى: الملك والعز والعز معنى العزيز، والملك بمعنى المالك فهما صفات، فالعرش صفة من صفات الله تعالى، وهو الله تعالى، وليس هناك عرش مخلوق عند الهادي -عليه السلام(3) وأهل البيت عليهم السلام وقيل أنه جسم كبير غير السموات والأرض وذلك يعبد؛ لأنه إن قال: إن الخصوص في قوله تعالى: {الرحمن على العرش استوى } أنه تعالى استولى عليه دون غيره من سائر خلقه تعالى فذلك كفر، وإن قال: إن ذلك استواء الأجسام والتحديد الجسماني، فذلك كفر فلا تحديد من الدخول في قولنا بالمجاز وأنه عبارة عن عز الله سبحانه وملكه، وهذا قولنا أهل البيت.
مخ ۴۹