قال: وقوله ((ينزل الله سبحانه في ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا)) فبلغنا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال في هذا الحديث: ((الله أعظم من أن يزول ولكن ينزل أمره))(1). وأما قوله أنه ((يؤتى بعرشه إلى بيت المقدس فيجلس عليه ويحكم بين خلقه)) فالجواب في المسألة التي قبلها كاف عن غيره.
قلت: وتأويل ذلك أنه سبحانه وتعالى لما كان يفعل لعبيده وفيهم من العدل أحسن من حكم من عدل فيهم مع المشاهدة استعار ذلك الحاضر لمن لا تجوز عليه المشاهدة ولا يحد بالأمكنة -تعالى الله علوا كبيرا- عن صفات النقص والحاجات؛ فالمقصود بذلك أمره، وقوله ((يكلمهم من غير ترجمان)) فإنه سبحانه يكلمهم من غير واسطة ولا يرونه وهو على ذلك قادر تعالى، والمقصود عرشه عزه وكبرياؤه سبحانه.
قال: وقوله: ((خلق الله آدم بيده)) يعني خلقه بقدرته لا يكيف ذلك الفعل المخلوقون
قال: وقوله -صلى الله عليه وآله وسلم (( إذا التفت العبد في صلاته أعرض الله عنه))(2) فالأعراض عنه برحمته ومغفرته، وقوله في الميت ((فإنكما إذا وجهتموه للقبلة أقبل الله عليه بوجهه))(3)[11أ]معناه أقبل الله عليه برحمته، ومن ذلك ما روي في الحديث أن أهل الجنة يبلغ بهم الكرامة إلى أن ينظروا إلى خالقهم كما يرى بعضهم بعضا.
مخ ۴۲