قال محمد(1) وسمعت الحسن بن يحيى(2) يذكر عن علي بن أبي طالب -صلى الله عليه وسلم- أنه سأله سائل عن الله تبارك وتعالى فقال: "صف لنا ربنا حتى نزداد به معرفة وله حبا. فقال علي -عليه السلام: عليك يا عبد الله بما دل عليه القرآن من صفته وقدمك فيه لترسل بينك وبين معرفته فاتم به واستعن بنور هدايته فإنما هي نعمة وحكمة أوتيتها فخذ ما أوتيت وكن من الشاكرين" وسئل محمد(3) عن قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((خلق الله جنة عدن بيده وغرس شجرة طوبى بيده ونظر إلى الجنة وتبسم وينزل في ليلة النصف من شعبان إلى السماء)) (4) وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إذا كان يوم القيامة أتي بعرشه إلى بيت المقدس فيجلس عليه ويحكم بين خلقه ليس بينه وبينهم ترجمان)) (5) فقال: أما قوله ((خلق جنة عدن وغرس شجرة طوبى بيده)) فإنما معناه خلق ذلك بقدرته كيف شاء وكما شاء.
قلت: وذلك خلق وغرس من فعله وصنعه ليس لأحد غيره فيه حيلة، قال وقوله: ((نظر إلى الجنة وتبسم)) جل الله وعلى وتقدس عن شبهه خلقه وعن صفات المخلوقين.
قلت ولكن المقصود بذلك أنها صارت بعد خلقه تعالى لها في أحسن هيئة موقعا للتبسم والتعجب من حالها لمن يراها من الخلق كقوله تعالى:[ ] {بل عجبت ويسخرون}(6) بالضم في بعض القراءات.
مخ ۴۱