قال: محمد(1) وحدثنا عبد الله بن أبي زياد(2) قال: حدثنا سيار قال: حدثني جعفر بن سليمان(3) قال: سمعت مالك بن دينار (4) يقول: بلغنا أن في بعض السماوات ملائكة كلما سبح منهم ملك وقع من تسبيحه ملك قائم يسبح، قال: وفي بعض السماوات ملك له من العيون مثل عدد الحصى والثرى وعدد نجوم السماء ما منها عين إلا تحتها لسان وشفتان تحمد الله بلغة لا يفقهها صاحبها"، وقال محمد(5) وهذه الملائكة في عظم خلقها وبعد أقطارها، وكثرة أجزائها ليس من بعوضة أو ذرة إلا وفي خلقها معنى خلق هذه الملائكة إلا أن الله قلل أجزاء البعوضة والذرة وكثر بقدرته ولطيف صنعه أجزاء الملائكة، فجزؤ الذرة أخذ بقسطه من أجزاء الملك الذي عظم الله خلقه في حده ووزنه وتأليفه وأثر الصنعة فيه، وذلك دليل على أنهما مصنوعان وصانعهما واحد آثار الصنعة، والخلق فيهما جميعا قائمة، والقضاء على كل محدود مجزأ مؤلف في صفة ذرة أو دون ذرة أو أعظم خلقا من عظماء الملائكة أنه مبتدع مصنوع لا يجب حكم الإيمان لعبد حتى يؤمن بذلك، وقد وصف الله نفسه لصفات مدائح وأسماء برهان لن تزول عن الله سبحانه في حال يدان فيها بإثبات ما أوجب الله سبحانه ونفي ما أزال، فقال عز وجل: [ ] {هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم .....}(6) إلى آخر السورة، وقال: [ ] {هو الأول والأخر والظاهر والباطن}(7) وقال:[ ] {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير}(1) وقال الحي القيوم:[ ] {لا تأخذه سنة ولا نوم}(2) والقيوم الدائم الذي لا يزول، وقال:[ ] {هل تعلم له سميا}(3) يعني عدلا أو شبها، وقال:[ ] {ولا تجعلوا لله أندادا}(4) يعني أشباها {وأنتم تعلمون} فهو لا شريك له الأحد الواحد الصمد، المتعال بصفاته عن صفات خلقه، الذي لا تدركه الأبصار ولا تبلغه الأوهام، والمحيط بعزة بالأماكن والأقطار، لا يزول بعظمته عن حال إلى حال، الذي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
قال محمد(5) وحدثنا سفيان (6) عن أبي بكر(7) عن [10ب] ابن عياش(8) عن ليث عن مجاهد(9) قال: جاء يهودي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا محمد أخبرني عن الله أهو لؤلؤ أم زبرجد هو؟ فأنزل الله تعالى عليه صاعقة فقتلته ، ثم أنزل سبحانه: {وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال}(10).
مخ ۴۰