وقال الإمام أمير المؤمنين الحسن بن علي السبط صلى الله عليه في التوحيد: {الحمد لله الأول الكون قبل المخلوقين بلا حد لم يزل لم يكن له أول معلوم، ولا آخر منتهي، ولا قبل مدرك، ولا بعد محدود، ولا أمد بحتى ولا شخص فيتجزأ، ولا اختلاف صفة فيتناهى التام، ولا تصف العقول وأوهامها، ولا الفطن وخطراتها، [10أ] ولا الألباب بأذهانها، ولا إلا ليرو أطنابها دركا بجهدها لنعته.
فتقول لكينونته متى ولا بدى مما ولا ظاهرا علوما، ولا باطن فيما، ولا بأول وهلا من بدأ البدا وكان بديا بديعا بدأ ما ابتدع وابتدع ما ابتدأ، وفعل ما أراد، وأراد ما استزاد، والحمد لله رب العالمين).
وروي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:[ ] ((تفكروا في الخلق ولا تفكروا في الخالق فإنه لا يدرك إلا بتصديقه))(1) وبلغنا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((ملك من الملائكة رجلاه في الأرض السفلى وعاتقه تحت العرش بعض زوايا العرش على قرن من قرونه))(2).
قوله: بعض زوايا العرش على قرن من قرونه، يعني أن عليه من ملك الله تعالى وعبادة تكليف عظيم، وكذلك قوله: تحت العرش، أي تحت ملك الله تعالى وعظمته.
مخ ۳۸