فردد معنى رددته أمه من قبل، ربما دون إيمان حقيقي: ما يهم هو الحياة الموهوبة لنا.
فقالت ساخرة: إذا فما علينا إلا أن نذاكر، ثم نمضي معا، أرادوا ذلك أم لم يريدوه. - هو ذلك!
فقالت بيأس: نحن نهذي يا يحيى. - ولكن ...
غير أنها قاطعته متسائلة: صارحني بما تنوي عمله!
فقال مستسلما: جئت رجيا من تلاقينا أن يبعث فينا روحا جديدة.
فقالت بحدة: لكننا تبادلنا أنباء الفضائح والتعاسة. - كان لا بد من التعرض لذلك!
فتساءلت بأسى: أين المحبان القديمان؟ - ها هما، أنا وأنت! - يحيى، إنك عاجز عن تجاهل ما سمعت! - وأنت كذلك، ولكننا سنقهر ما يعترضنا.
وساد الصمت والحزن. وعند ذاك استدعى شجاعته وقال بنبرة اعتراف: وداد، قررت أن أسافر . هذه هي الحقيقة!
فحدجته بنظرة متسائلة منزعجة، فقال بالنبرة نفسها: قررت أن أسافر إلى القاهرة، إلى الحارة. - أتعني حقا ما تقول؟ - بيتين. - خطوة غريبة تقطع بأنك أعجز ما تكون عن تجاهل ما سمعت؟! - إنها لا تقاوم. - هل تطمع من ورائها إلى خير؟ - يجب أن أقطع الشك باليقين.
فتساءلت بعد تردد: هبها أكدت ما سمعت؟
Halaman tidak diketahui