Pengasas Mesir Moden

Cali Ahmad Shukri d. 1360 AH
70

Pengasas Mesir Moden

الاتجاه السياسي لمصر في عهد محمد علي: مؤسس مصر الحديثة

Genre-genre

21

ولكن تركيا لم تعمل من ناحيتها استعدادات مطلقا لدفع الخطر المنتظر.

وحوصرت عكا برا وبحرا طبقا للخطة التي وضعتها القيادة المصرية، ولكن المصريين فوجئوا بمقاومة لم يكونوا يتوقعونها، أما عبد الله باشا فإن صح القول بأنه لم يكن نزيها ولا حكيما فإنه كان شجاعا، وهذا بالرغم من أن الحصار في مرحلته الأولى لم تدبر شئونه بالمهارة اللازمة، ثم بذلت محاولة في اليوم التاسع من شهر ديسمبر للتغلب على المدينة بإطلاق القنابل من البوارج الحربية ومن البطاريات البرية، ولكن السفن أصيبت بعطب كبير، بينما كان ما تركته البطاريات البرية من الأثر تافها زهيدا. وبعد مجهودات عدة في خلال الأشهر الثلاثة التالية بذلت محاولة جديدة للاستيلاء على أسوار المدينة عنوة وكادت المحاولة تكلل بالنجاح فإن لفيفا من المهاجمين قد توغلوا حتى وصلوا سوق المدينة، ولما لم يجدوا المدد خلفهم اضطروا إلى العودة من حيث أتوا، ومن ثم بدأ مركز إبراهيم يتحرج،

22

وخاصة بعد ما أخذت شراذم من الجنود تتجمع لتخفيف الضغط عن المدينة، وبعدما تشجع الباب العالي بما رآه من طول دفاع عكا فقرر شطب اسم محمد علي وإبراهيم من قائمة أسماء باشوات الإمبراطورية التي تنشر سنويا في عيد الأضحى، والتي حان موعد نشرها في سنة 1832م في ذلك الوقت، ومن ثم بدأ ينتشر شعور القلق لا في القاهرة وحدها، بل وفي الإسكندرية أيضا، وبدأ الناس يتهامسون ضد حكومة نائب السلطان وفي 14 مارس، وكذلك في 21 و23 منه عثر الناس بالقرب من باب زويلة بالقاهرة على جثث ثلاثة أتراك عارية ، وقد أطيحت رءوسهم حديثا وكان اثنان منهما من رجال الجندية والثالث من العلماء، وقد تدلت من صدورهم رقعة كتب عليها: «هذا هو المصير الذي ينتظر كل من يعجز عن ضبط لسانه.»

23

وفي يوم 27 عثروا على جثتين عاريتين مع هذا التحذير «هذا العقاب ينتظر أولئك الذين يتكلمون ضد الحكومة.»

ويلوح أن جماعة المتذمرين لم يحسبوا حساب جواسيس محمد علي ولا حساب قواد القوات التركية البعيدين عن المهارة، وبعد حبوط الهجوم الذي قام به إبراهيم على عكا في 9 مارس قرر أن يترك 5000 جندي لمواصلة الحصار وزحف ببقية الجيش لتفريق شمل ما جمعه خصومه من القوات؛ فبعد أن شتت الجيش التركي المركب من 12000 جندي بالقرب من حمص عاد إبراهيم لتجديد الهجوم على عكا. وفي فجر يوم 27 مايو تولى قيادة الهجوم على المدينة بنفسه، وإذ ذاك نشبت معركة حامية قيل بشأنها إن إبراهيم قتل بسيفه بعضا من الضباط الذين حاولوا التخلف عن إخوانهم المهاجمين، وما كاد يخيم الظلام حتى كان إبراهيم قد نجح في الاستيلاء على المكان بعد جهود الجبابرة، وهنالك عمت الفوضى ودار السلب والنهب طبقا لقواعد الحرب كما كانت معروفة إذ ذاك في بلاد العرب،

24

وقد أعلن عبد الله باشا في كثير من المباهاة: «إنني عندما شرعت في الدفاع عن عكا كانت لدي أسوار ورجال وأموال، فلما استولى عليها إبراهيم كانت الأسوار قد دكت دكا، أما جنودي الذين كان عددهم 6000 فقد طاح منهم 5600 ولم يبق في خزانتي إلا بعض جواهر لا تسمن ولا تغني من جوع.» وقد ألقى بحق تبعة هزيمته على الباب العالي بشيء من مرارة النفس، فقال: «إن شرفه لأشبه شيء بشرف الراقصات!»

Halaman tidak diketahui