Pengasas Mesir Moden

Cali Ahmad Shukri d. 1360 AH
71

Pengasas Mesir Moden

الاتجاه السياسي لمصر في عهد محمد علي: مؤسس مصر الحديثة

Genre-genre

25

وبعد سقوط عكا شرع إبراهيم في الزحف شمالا مرة أخرى، فدخل دمشق بلا مقاومة في 13 يونيو، وفي يوم 8 يوليو رأى نفسه يهاجم القوات التركية بالقرب من حمص بدون أن يتوقع ذلك، وبعد معركة قصيرة فرقها شذر مذر واستولى على بطارياتها ومخازن الذخيرة والمنقولات، وفي 15 يوليو استولى على حلب وفي 29 منه هزم قوة تركية أخرى عند ممر بيلان ، وهنا أوقف الأعمال الحربية مؤقتا.

وهنا رأى نائب السلطان نفسه أمام طريقين؛ فإما أن يعلن استقلاله ويوالي الزحف ضد الأتراك الذين اضمحلت قوتهم المعنوية، وبذا يرغم السلطان على الاعتراف بمركزه، وإما أن يتوقف عن الزحف أملا في أن يحصل بواسطة تدخل الدولة الغربية على التسوية التي يبتغيها، وكانت لكل من هاتين الخطتين أخطارها العظيمة، فالزحف على الآستانة كما كان يقترح إبراهيم قد يحتمل مع الأسف أن يدفع الدول إلى التدخل في مصلحة السلطان. ومن هنا رفض محمد علي ما اقترحه إبراهيم من سك العملة باسمه، وأن يكون الدعاء باسمه أيضا في خطبة الجمعة، وقد صرح محمد علي بأنه لم يصل إلى منصة الحكم إلا بانتهاج خطة الاعتدال؛ ولذا فهو لا يرضى بتاتا أن تضاف إلى اسمه ألقاب شرف جديدة،

26

وبينما كان إبراهيم يتوهم بما داخله من الزهو بسبب انتصاراته أن كل ما يطلبه هو وأبوه خليق بأن يتحقق بهزيمة الأتراك، كان أبوه يرى بثاقب نظره أن هناك دولا أخرى أشد بأسا من تركيا ينبغي أن يحسب حسابها إذا ما أريد تثبيت ما أحرزه من النجاح، ولا ريب في أن زحف إبراهيم على الآستانة سوف يكون الإشارة الأكيدة لتدخل الدول الأخرى التي سبق أن تدخلت في اليونان، ومن جهة أخرى فإن وقف الزحف معناه إمهال الأتراك للتغلب على ما نزل من الذعر بهم وجمع شتاتهم من جديد لحراسة الطريق المؤدية إلى الآستانة، ولكن الأتراك قد غلبوا مرة على أمرهم، ومن السهل هزيمتهم مرة أخرى. وخلاصة القول أن محمد علي كان يعتبر الجنود التركية كما مهملا وعدوا لا تقاس خطورته بخطورة فرنسا أو إنجلترا؛ ولذا آثر وقف الزحف وأن يفتح باب المفاوضات.

وفي الواقع كان موقف الدولتين المذكورتين بالنسبة له موقفا وديا، فإن ملكيته لولايته كانت شديدة الرغبة في رؤية شوكة محمد علي تتضاعف طالما أن ذلك لا يؤدي إلى حدوث رد فعل عنيف في الآستانة يكون من ورائه فتح باب تجزئة تركيا قبل الأوان. وعليه، كان نفوذ فرنسا منذ منتصف عام 1832م فصاعدا يتجه نحو حمل محمد علي بألا يستخذي فيما استولى عليه من البلاد وأن يحصر مطامعه في النقطة التي صرح بوجوب تسويتها وتحقيقها وأن يؤثر الاتفاق مع الباب العالي رأسا عن مواصلة القتال.

27

ولم تكن خطة الوزارة الإنجليزية مباينة لخطة فرنسا، فإن القنصل العام باركر بسبب وقوعه تحت تأثير آراء القناصل في سوريا، حيث سبقت له الخدمة فيها وحيث كان يفهم حق الفهم مزايا نظام الرشوة والفساد كما كانت في عهد الأتراك، أعلن استهجانه لانتصارات إبراهيم وأبى أن يذهب لزيارة محمد علي وتهنئته بمناسبة سقوط عكا،

28

وكان يطيب له أن يسمى محمد علي بعد صدور فرمان الباب العالي بعزله «بنائب السلطان سابقا»، أو «بالنائب الثائر»، ولكن موقف باركر لم يكن يترجم بحال ما عن موقف وزارة الخارجية بلندن، فإن بالمرستون الذي ارتقى إلى منصب وزير الخارجية وتسلم أختامها في نهاية 1830م لم يكتف بتوبيخ باركر أشد توبيخ لاجترائه على تعجل خطة حكومة جلالة الملك نحو محمد علي

Halaman tidak diketahui