Pengasas Mesir Moden

Cali Ahmad Shukri d. 1360 AH
69

Pengasas Mesir Moden

الاتجاه السياسي لمصر في عهد محمد علي: مؤسس مصر الحديثة

Genre-genre

ولكن عام 1830م رأى لمصر جيشا كبيرا منظما أحسن تنظيم، كما أن ابنه إبراهيم أقام الدليل على أنه قائد محنك ماضي العزيمة، هذا في حين أن نظام القرعة العسكرية كان يبشر بأن يلتحق بالجيش العدد المطلوب من الرجال، ومن جهة أخرى فإن ما نزل بالأتراك من الكوارث على أيدي الكفرة سواء في البحر في موقعة نافارين أو في البر أثناء الحرب الروسية كل ذلك قد نبه حتى البلداء من الأتراك إلى أن السلطان محمود لا يصلح بحال ما أن يكون دليلهم إلى مواطن النصر والفوز. وفي الواقع فإن الإمبراطورية كانت بحيث تكفي رجة عنيفة واحده لأن تلاشيها تماما وتمزق شملها .

وفي الوقت الذي تلاشت فيه المقتضيات السلبية التي كانت في الماضي تصد محمد علي عن التفكير في التقدم إلى الأمام ظهر سبب إيجابي جديد؛ ذلك أن الطعم الذي أغرق به الباب العالي محمد علي للاشتراك في الحرب اليونانية كان وعده إياه بإعطائه أقضية سوريا الأربعة متى انتهت الحرب المذكورة ووضعت أوزارها، ولكن هذا الوعد وضع الآن في الثلاجة بعد أن استعاد خسرو نفوذه في الباب العالي، وكان نائب السلطان لغاية سنة 1827م ما يزال يطالب عبثا بالفرمانات الخاصة بتوليته شئون الأقضية المذكورة،

18

ثم أدرك محمد علي أنه أضاع أسطوله وعرض جيشه وابنه للخطر والهلاك في غير مقابل، فاستقر رأيه على أن يحتل سوريا قبل أن يسبقه أحد إلى احتلالها.

ولم تكن تعوزه الحجج اللازمة لتنفيذ ما استقر رأيه عليه؛ فلقد كان الباب العالي طلب إلى محمد علي أن يقدم المساعدة لقضم ظهر الفتنة التي كان مصطفى باشا الأشقودة يرلي قد رفع رايتها في بلاد الرومللي، فأخذ محمد علي تحت ستار تنفيذ هذا الطلب يعد معداته العسكرية دون أن يثير الشكوك في نياته، ولكن لما أبلغها الباب العالي أن مساعدته قد استغنى عنها اقترح أن يستخدم قواته المتجمعة في محاربة عبد الله باشا والي عكا لابتزاز أموال التجار المصريين،

19

ثم إن هناك سببا آخر انتحله محمد علي ألا وهو الاستقبال الرديء الذي استقبل به عبد الله باشا الفلاحين المصريين الذين فروا من القرعة العسكرية وذهبوا إلى عكا، وقد قيل إن عدد الفلاحين الذين فروا هكذا في خلال سنة 1831م قد بلغ نحو 6000، وقد أبى عبد الله باشا إعادتهم إلى مصر؛ فأجابه محمد علي بأنه سوف يأتي بنفسه لأخذهم،

20

وفي أكتوبر سنة 1831م أصدر الأمر إلى جنوده بالزحف على عكا.

ولعل أبلغ مثل نقدمه على عجز الباب العالي وقتئذ ووهن نفوذه إذ ذاك هو كيفية استلامه اقتراح محمد علي بمحاربة عبد الله باشا، فإن الصدر الأعظم مع علمه بأن استعدادات محمد علي إنما يراد بها احتلال الولايات العربية في داخل الإمبراطورية العثمانية - وتحسين إدارتها وتنظيم شئونها ثم إعلان استقلاله - لم ير وسيلة إزاء ذلك الخطر خيرا من أن يلفت نظر عبد الله باشا بأن يستعمل الكياسة ويتجنب كل ما عساه أن يؤدي إلى الاشتباك في الحرب، ثم إنه كتب في الوقت نفسه إلى محمد علي كتابا رقيقا قال فيه: «إن شكوى بعض التجار لا يمكن أن تسوغ تحكيم الحسام وإشعال نار الحرب، وإن ما ينشب من النزاع بين الباشوات المتجاورين لا يمكن أن يسوى بإشهار السيف بل بتدخل الباب العالي.»

Halaman tidak diketahui