بها وذلك سنة عشر ومائتين، وحكى صاحب (الاكتفا في تواريخ الخلفا) (١)، فقال: سار المأمون إلى فم الصّلح ونزل بسكن الحسن بن سهل الوزير وزفت إليه بوران فلما دخل إليها المأمون كان عندها حمدونة بنت الرشيد وأم جعفر وهي زبيدة أم الأمين وجدتها أم أبيها الحسن، فلما دخل بها المأمون نثرت جدتها عليه ألف لؤلؤة من أنفس ما يكون.
وقيل: إنه لما دخل بها جلس يحادثها، وقد فرش لهما حصير منسوج بالذهب ونثرت جدتها عليها ألف ألف وثلاثمائة جوهرة كبارا وصغارا فنظر المأمون إلى الجواهر وهي على الحصير [و] (٢) قال: قاتل الله أبو نواس كأنه كان حاضرا هذا المجلس حيث يقول (٣):
كأن صغرى، وكبرى في فواقعها ... حصباء درّ على أرض من الذّهب
فأمر المأمون بذلك فجمع ودفعه لبوران ثم قال لها: سلي حاجتك؟ فأمسكت بوران، فقالت لها جدتها: سلي سيدك فقد أمرك فسألته الرضى
_________
(١) أعرف كتابين بهذا الاسم وهما: (أ) الاكتفا في أخبار الخلفا لابن الكردبوس التوزري المتوفى بعد سنة ٥٧٥ هـ، وقد نشر قطعة منه الدكتور أحمد مختار العبادي. (ب) الاكتفا من تاريخ الخلفا لشمس الدين محمد بن محمد بن نباتة الفارقي المحدث المتوفى سنة ٧٥٠ هـ وهو أبو الشاعر ابن نباتة. انظر مقدمة سرح العيون ص ٢٤ بقلم محققه محمد أبو الفضل إبراهيم.
(٢) ساقطة في الأصل.
(٣) ديوانه ١/ ٧٧ (شرح إيليا حاوي) وهو من قصيدة مطلعها: ساع لكاس إلى ناس على طرب.
1 / 37