ومع هذا ظل العرب في البوادي يقتلون وينهبون كل ما يمكن أن يقع تحت ايديهم.
وفي أثناء ذلك ظل أقارب الأمير المتمرد يمارسون السلطة في أماكن مختلفة.
ولكن عندما آلت السلطة إلى المنصور، رابع ملك وخليفة في دولة الموحدين، لم يعمل كما صنع أسلافه الذين كانوا يحاربون لمصلحة أحفاد الأمير الثائر ويعيدون لهم سلطتهم، بل اتخذ قراره بمناصبتهم العداء وانتزاع أية سلطة منهم. وتصرف لذلك بمكر ودهاء، وعقد معاهدات معهم، ثم حرض العرب على محاربتهم، فانتصر هؤلاء عليهم بدون كبير عناء. وحينئذ اصطحب المنصور أهم رجالات العرب وأمراءهم إلى ممالك الغرب، فأقطع زعماءهم منطقة دكالة وأزغار ومنح نوميديا لعامتهم (97).
पृष्ठ 56