الرزق لا تكمد عليه فإنه ... يأتي ولم تبعثْ إليه رسولا
وله أيضًا:
ينال الفتى من عيشه وهو جاهلُ ... ويكدي الفتى في دهره وهو عالمُ
ولو كانت الأقسامُ تجري على الحجا ... هلكنَ إذن من جهلهنَّ البهائم
جزى الله كفًا ملؤها من سعادة ... سرتْ في هلاكِ المال والمالُ نائمُ
فلم يجتمع شرقٌ وغربٌ لقاصدٍ ... ولا المجدُ في كف امرئ والدراهم
ولم أرَ كالمعروف تدعى حقوقه ... مغارم في الأقوام وهي مغانم
ولا كالعلى ما لم ير الشعرُ بينها ... فكالأرض غفلًا ليس فيها معالم
وله أيضًا:
ذو الود مني وذو القربى بمنزلةٍ ... وإخوتي أسوةٌ عندي وأخواني
عصابةٌ جاورت آدابهم أدبي ... فهم وإنْ فرقوا في الأرض جيراني
أرواحنا في مكان واحد وغدتْ ... أبداننا في شآم أو خراسانِ
ورب نائي المغاني روحه أبدًا ... لصيقُ روحي، ودانٍ ليس بالداني
وله أيضًا:
ما أبيض وجه المرء في طلب العلى ... حتى تسود وجه في البيدِ
وصدقت إن الرزق يطلب أهله ... لكن بحيلة متعب مكدودِ
وله أيضًا:
لا خيرَ في قربى بغير مودةٍ ... ولربَّ منتفع بدوّ أباعدِ
وإذا القرابةُ أقبلتْ بمودة ... فاشدد لها كف القبول بساعدِ
قال البحتري:
نهيتك عن تعرض عرض حرٍّ ... فإن الذم من شأن الذميمِ
فما خرقُ السفيه وإنْ تعدى ... بأبلغَ فيك من حقد الكريم
متى أحرجتَ ذا كرمٍ تخطى ... إليك ببعض أخلاقِ اللئيم
قال المتنبي:
إذا صديق نكرتُ جانبهُ ... لم تعيني في فراقه حيلُ
في سعةِ الخافقين مضطربٌ ... وفي بلادٍ من أختها بدلُ
وله أيضًا:
إذا الفضل لم يرفعك عن شكر ناقصٍ ... على هبةٍ فالفضلُ فيمن له الشكرُ
ومن ينفقِ الساعات في جمع مالهِ ... مخافةَ فقر فالذي فعل الفقرُ
وإني رأيتُ الضر أحسنَ منظرًا ... وأهونَ من مرأى صغير له كبرُ
وله أيضًا:
وأتعبُ خلق الله من زاد همه ... وقصر عما تشتهي النفس وجدهُ
فلا ينحللْ في المجد مالك كله ... فينحلَّ مجدٌ كانَ بالمال عقدهُ
ودبرهُ تدبيرًا لذي المجد كفه ... إذا حاربَ الأعداء والمال زندهُ
فلا مجدَ في الدنيا لمن قل ماله ... ولا مال في الدنيا لمن قل مجدهُ
للآخر:
وما طالب الحاجات ممن يرومها ... من الناس إلا المستديمُ المصابرُ
وإن نالَ نجحًا فازَ بالصبر قدحه ... وإلا فيأس وهو للنفس عاذرُ
قال أبو نواس:
وما طالبُ الحاجات ممن يرومها ... من الناس إلا المصبحون على رجل
بأن مواعيد الكرام فربما ... حملت من الألحاح سمحًا على البخلِ
وله أيضًا:
ومستعبدٍ إخوانه بثرائه ... لبستُ له كبرًا أبرَّ على الكبرِ
إذا ضمني يومًا وإياهُ محفلٌ ... رأى جانبي وعرًا يزيدُ على الوعرِ
وقد زادني تيهًا على الناس أنني ... أراني أغناهم وإنْ كنتُ ذا فقرِ
فوالله لا.... إلى لساني لحاجةٍ ... إلى أحدٍ حتى أغيب في القبرِ
فلا يطمعن في ذاك مني سوقةٌ ... ولا ملكُ الدنيا المحجبُ في القصر
قال أبو الفتح البستي:
يا من يسامي العلى عفوًا بلا تعبِ ... هيهات نيلُ العلى عفوًا بلا تعبِ
عليك بالجدِّ إني لم أجد أحدًا ... حوى نصيبَ العلى من غير ما نصبِ
وله أيضًا:
توق معاداة الرجال فإنها ... مكدرة للصفو من كلِّ مشربِ
ولا تستثر حربًا وإنْ كنتَ واثقًا ... بشدة ركنٍ أو بقوة منكبِ
فلن يشرب السمَّ الذعاف أخو جحىً ... مدلًا بترياق لديه مجربِ
وله أيضًا:
إذا فطمتَ امرءًا عن عادةٍ قدمتْ ... فاجعل له يا عقيد الفضل تدريجا
ولا تعنف إذا قومتَ ذا عوج ... فربما أعقبَ التقويمُ تعويجا
وله أيضًا:
يا آمري باقتناء المال مجتهدًا ... كيما أعيشَ لمالي في غد رغدا
هبني بجهدي قد أصلحت أمر غدٍ ... فمن ضميني بتحصيلِ الحياة غدا
وله أيضًا:
إذا أحببتَ أن تحيا ... مصونَ الجاه والقدر
1 / 38