وأن تسلم بين الناس ... من غدرٍ ومن مكر
فلا تحرص على وفرٍ ... ولا تطمع إلى صدرِ
واكثر قول لا أدري ... وإنْ كنت امرءًا تدري
أيضًا له:
العلم أنفس علقٍ أنت ذاخره ... من يدرس العلم لم تدرس مفاخرهُ
فاجهد لتعلم ما أصبحتَ تجهله ... فأول العلم إقبالٌ وآخرهُ
أيضًا له:
إذا خدمت الملوك فالبسْ ... من التوقي أعز ملبسْ
وادخل عليهم وأنت أعمى ... واخرج إذا ما خرجتَ أخرسْ
أيضًا له:
احذر صديقك إنْ تغير إنه ... ضرٌّ يصيبُ الحر حين يعارض
كالخمر يمنع ذوقها ونسيمها ... فإذا استحالتْ فهي خلٌّ حامض
وله أيضًا:
تقنع بالكفاية فهي أولى ... بوجه الحر من ذل القنوع
وضنَّ بماء وجهك لا ترقه ... ولا تبذله للنذلِ المنوع
فأهون من سؤال الحر بذلًا ... مماتُ الحر من جوعٍ ونوع
وله أيضًا:
لا تحرمنَّ كريمًا ما استطعتَ ولا ... تقر النجاح لئيمًا طبعه طبعُ
إن الكرام إذا ما مسهم سغبٌ ... صالوا صيال لئام الناسِ إنْ شبعوا
وله أيضًا:
إذا خدم السلطانَ قومٌ ليشرفوا ... به وينالوا كل ما يتشوفوا
خدمت آلهي واعتصمتُ بحبله ... ليعصمني من شر ما أتخوفُ
ويكرمني بالعلم والحلم والتقى ... ويؤتيني ما ليس يفني ويتلفُ
فخدمة من يعطي السلاطين ملكهم ... وينزعه عنهم أجل وأشرفُ
وله أيضًا:
إنْ كنتَ تطلبُ رتبة الأشرافِ ... فعليك بالإحسانِ والإنصافِ
وإذا اعتدى خل عليك فخله ... والدهر فهو له مكافٍ كافِ
وله أيضًا:
نصحتك لا تصحب سوى كل فاضلٍ ... خليق السجايا بالتعففِ والظرف
ولا تعتمد غيرَ الكرام فواحدٌ ... من الناسِ إنْ حصلتَ خيرٌ من الألف
واشفقْ على هذا الزمان ومره ... فإن زمانَ المرء أضلعُ من خلف
وله أيضًا:
وإذا سموتَ إلى المعالي فاخترط ... عزمًا كما عزم الرجالُ البزلُ
إن كنتَ ترضى بالدنية منزلًا ... فالأرض حيث حللتها لك منزلُ
وله أيضًا:
من شاء عيشًا رخيًا يستفيد به ... في دينه ثم في دنياه إقبالا
فلينظرنّ إلى من فوقه أدبًا ... ولينظرنَّ إلى من تحته حالا
وله أيضًا:
سل الله عقلًا نافعًا واستعذ به ... من الجهل تسأل خير معطي لسائلِ
فبالعقل تستوفي الفضائل كلها ... كما الجهل مستوفٍ جميع الرذائلِ
وله أيضًا:
فشرطُ الفلاحة غرسُ النباتِ ... وشرطُ الرئاسة غرسُ الرجال
فإنْ لم تعاشر سوى كامل ... بقيتَ وحيدًا لعزِّ الكمال
وله أيضًا:
لا تحقر المرءَ إنْ رأيتَ له ... دمامةً أو رثاثةَ الحلَل
فالنحل شيءٌ على ضؤولته ... يشتارُ منه الفتى جنى العسل
وله أيضًا:
إذا شئتَ أنْ تلقى عدوك راغمًا ... فتحرِقه حزنًا وتقتله غما
فسام العلى وازدد من الفضل إنه ... من ازداد فضلًا زاد حسادهُ هما
وله أيضًا:
دعوني ورسمي في العفاف فإنني ... جعلت عفافي في حياتي ديدني
وأعظم من قطع اليدين على الفتى ... ضيعةُ بر نالها من يديْ دني
لغيره:
أمت مطامعي وأرحتُ نفسي ... لأن النفس ما طمعتْ تهونُ
وأحييتُ القنوعَ وكان ميتًا ... وفي إحيائه عرضي مصونُ
إذا طمعٌ أحل بقلب عبدٍ ... علتهُ مذلةٌ وعلاه هونُ
قال أبو فراس:
غيري يغيره الفعالُ الجافي ... وتحولُ عن شيم الكريم الوافي
لا أرتضي ودًا إذا هو لم يدمْ ... عند الجفاء وقلة الإنصافِ
تعسَ الحريصُ وقلَّ ما يأتي به ... عوضًا من الإلحاحِ والإلحافِ
إن الغني هو الغني بنفسه ... ولو أنه عاري المناكب حافِ
ما كل ما فوق البسيطة كافيًا ... فإذا قنعتَ فكلُّ شيءٍ كافِ
وتعاف لي طمعَ الحريص فتوتي ... ومروتي وقناعتي وعفافي
وله أيضًا:
ما كنتُ مذ كنتُ إلا طوعَ خلاني ... ليستْ مؤاخذة الأحبابِ من شأني
إذا خليلي لم تكثر إساءته ... فأين موضعُ إحساني وغفراني
1 / 39