============================================================
لعباده ولو لم يزده فى ذلك عنه، عليهم السلام، إلا ما بيتوا (1) فى صلاة 184ظ ( الاستسقاء، التى يتضرع فيها الملون إلى الله، تعالى، لينزل عليهم المطر من السماء إلى الأرض التى أصابها الجدب، لكان كافيا فى بيان حال المطر، وأن الله، تعالى، هو الذى يتولى إنزاله رحمة لعباده، وعلى هذا تقررت مذاهب المخلصين من علماء الإسلام، وفرق الأمة، فلا يجوز أن يخالف ذلك، فأما قوله تعالى والنازعات غرقا والناشطات نشطا (2) فإن ذلك لا يقتفى طلوع الماء من البحار، ولا كون المطر من البحار، وقد اختلف علماء المفسرين فى هذه الآية على اقوال كثيرة، ولم يقل أحد منهم، بان معنى ذلك هو إطلاع الرياح للماء من البحا ر؛ لأن من المفسرين من قال المراد بالنازعات والناشطات، والسابحات والسابقات، والمدبرات الملائكة، عليهم السلام.
ويروى نحو ذلك عن أمير المؤمنين، عليه السلام، وأنه قال: النازعات هى الملائكة، تنزع أرواح الكفار شدة، وهى الناشطات تبسط أرواح الكفار، ما بين الجلد والأظفار، حتى يخرجها من أجوافهم، بالكرب والغم، والائحات هى الملائكة تسبح بأرواح المؤمنين، وقال غيره من المفسرين بخلاف ذلك : 185 و/ فقالوا فيه اقوالا كثيرة، ولم يقل أحد منهم، بأن معنى ذلك هو طلوع الماء من الأرض إلى السماء، ولا إلى السحاب، على ما تقدم بيانه (2).
(3) انظر اقوال المفرين فى هذه الآيات وقارد بما ذكره المؤلف ، نفير ابن كثير4 /493 .
पृष्ठ 64