8/4 مقاود الانصافى مسانا ا لحلاق مسائل المحرية فى مزعب الزبيتة للقاضيو حس الري جعزرب اعربن ابى جيا لمانى الزيدى حقيق ودراسة امام حنفع ايشر 3 الاة القرسه
पृष्ठ 1
============================================================
EMPTY PAGE?
पृष्ठ 2
============================================================
ميع الحقوق محفوظة اللاى القوبية 54 اهرة هه شارع محود طالعت (من شارع الطيران) - مدينة نصر تليفون: 2610164 رقم الايداع 18102 لسنة 1999
पृष्ठ 3
============================================================
EMPTY PAGE?
पृष्ठ 4
============================================================
بللهالخلاليلح ر الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، دنا د ،واله وصحبه وسلم، وبعد لم تحظ أمة من الامم ولا حضارة من الحضارات بقدر من التراث الفكرى مثل ما حظيت أمتنا الإسلامية، ويرجع ذلك إلى انها حضارة قامت على الحرية واحترام الفكر، والحض عليه، فجعلت الحرية فى مكانة مرموقة، وأعادت للإنسان إنسانيته رحقه فى الاختيار.
إن حضارتنا قامت على أساس الحوار مع الآخر، واعتباره وتقدير آرائه وأفكاره، ولم تسقط حق الآخرين فى النظر والحجدل والاعتقاد، وكان اساسها: {لا إكراه فى الدين و لكم دينكم ولى دين . فهل وعى الآخرون هذا الدرس، وحفظوا لنا الجميل؟!
ولذلك لا نعجب أن وجدنا فكرنا الكلامى غنى بالأفكار ووجهات النظر المختلفة الموضرع الواحد، وإن كان العلماء الأصوليون قد جادلوا أصحاب الديانات والملل والنحل الأخرى فى جو من التحضر والرقى والود، فقد فعلوا مثل ذلك مع أصحاب الفرق المخالفين، فالسنى يناظر الشيعى، والشيعى بدوره يناظر المعتزلى والكرامى، وهكذا .. والجيع تجمعهم عقيدة واحدة وأصول واحدة، ولكنهم مارسون حقهم فى التفكير الحر، وحرية الفهم؛ فى إطار من الالتزام بالأصول.
وفى ظل هذه التمددية الفكرية، ظهرت سلبية للقهر او الحجر على آراء الخصوم عن طريق السلطة السياسية، مثل ما رأينا ما فعلته المعتزلة، فى صنة الكلام، فى خالفيها فى عصر المأمون، ومثل ما رأينا فى الفتنة القشيرية فى عصر الكندرى الطاغية ولكن يبقى الأصل لا غبار عليه، أنت حر، وأنا حر مثلك ولى ما لك من الحقوق اا و على مثل ما عليك من الواجبات، ورأيى خطا يحتل الصواب، ورأيك صواب
पृष्ठ 5
============================================================
يحتمل الخطا، وعلى أن أدافع عن حقك فى التمبير لآخر قطرة من دمى، ولى مثل ذلك الحق عليك: هذا هو الإسلام الحقيقى، وعلى هذه الحرية ربى اتباعه وما نجده فى تراثنا أحيانا من سقوط لغة الحوار، وتحول الجدل إلى صراع وحرب، فهو نذر قليل ونموذج لا يحتذى ولا يؤخذ مثالا يقتدى به ؛ وإن ترك آثاره السيئة، فى بعض الأحيان، على الفكر والحضارة.
وقد حدث أن ظهرت فرق فى تاريخنا الإسلامى واندثرت ومن هذه الفرق، فرقة المطرفية، وهى إحدى فرق الزيدية، وعلى الرغم من أن الزيدية فرقة تتسم بالاعتدال اضطهد اثتهم المطرفية، وأرهبوهم وعملوا على إفنائهم فما هى آراء تلك الفرقة، وهل هى إسلامية أم غير إسلامية، وهل كانت تستحق ما نزل بها من نكال وتعذيب وما تعرضت له من فناء ؟ وكيف نقدهم الزيدية نقدا علميا هو الذى بقى من الفرقة فى تاريخنا الفكرى ؟
كل هذه التساؤلات وغيرها تتعرض لها الرسالة التى قمنا بالتقديم لها وتحقيقها، وأرجو أن تكون بمثل هذه الأهمية التى رأيناها فيها ، وأن تسد مكانا كان شاغرا فى مكتبتنا الفكرية الكلامية وأرجو من الله السداد والرشاد اهلم عبهالله
पृष्ठ 6
============================================================
نبذةعن المطرطية ظلت الزيدية فى الين فرقة واحدة قوية تحتفظ بتمامكها حتى النصف الثانى من القرن الخامس الهجرى، (1) حيث افترقت إلى فرقتين هما الخترعة والمطرفية، وتنسب المطرفية إلى مطرف بن شهاب العبادى، وإن لم يكن هو المؤسس الحقيقى يرجع هذا الانقسام فى المذهب الزيدى إلى زمن الإمام القاسم بن على العيانى حيث وقعت مناظرة بين عالمين كبيرين فى ذلك الوقت هما : على بن شهر وعلى بن محفوظ بن بريدة فقد اختلفوا حول قضية الأعراض من حيث وجودها، فقال على بن شهر بأن الله اخترع الأعراض فى الأجسام، وأنها لا تحصل بتاثير الطبائع، أما على بن محفوظ فقال بالطبائع، وهى فكرة قريبة من التوليد عند المعتزلة أما على بن محفوظ هذا الذى أسس المذهب فهو من كبار علماء الزيدية الذين ورثوا تراث الإمام الهادى إلى الحق يحى بن الحين ت 298 .. وإليه تنسب زيدية الين، فيقال لهم الزيدية الهادوية قمييزا لها عن زيدية طبرستان أتباع الناصر الأطررش وأخيه القاسم، والذين قيل لهم : الزيدية القاسمية والخلاف بينهما فقهى وقد كان ابو على بن محفوظ من ورثة علم آل البيت، فجمع مكتبة كبيرة عامرة بالتراث الإسلامى عموما، والزيدى على وجه الخصوص، ولما توفى خكفها وراءه فحصل منها ابنه علما كثيرا.
امالم نسبت المطرفية لمطرف بن شهاب العبادى، ولم تنب لابن محفوظ رغم آثره البارز فى نشأتها، فهو يرجع إلى شخصية مطرف القوية، ومكانته العلمية الكبيرة (2)، وتذكر كتب الطبقات الزيدية أنه كان عالما فذا يسعى لصداقته ووده (2) امن المرتضى : المنية والأمل شرح الملل والحل ، ورقة 38، مخخوط مصور بدار الكتب رفم 92798ب (2) امن ابى الرجال : مطلع البدور ومجمع البحور، جه ص 492
पृष्ठ 7
============================================================
الأمراء والسلاطين، كما اتسمت شخصيته بالبراعة والذكاء، فكان مجادلا ومناظرا متميزا قادرا على إفحام الخصوم بالحجة والدليل حتى عزعن وجود نظير له (1).
اقام الشهابى ببيت حنبص ونواحيه، وتعلم هناك فروى أصول الدين عن على بن حرب وعن على بن محفوظ معلم الزيدية العدلية بالين . ما يدل على اتصال زيدية اليمن بغيرهم من المعتزلة مند زمن بعيد وقبل رحلة الإمام جمفر لبغداد للاستزادة من تراث المعتزلة الفكرى ثم اتصل بالإمام المهدى الحسين بن القاسم العيانى، وبقى على ذلك زمانا ثم رجع عن بيعته، ثم التقى بالقاضى سليمان بن عبد الله النقوى وكان من أعظم قضاة صنعاء الشافعية وأكثرهم علما فأخذ عنه (2).
ولقوة مطرف العلية وكشرة أتباعه ومنعته هابه أمراء عصره، حتى آن على بن د الصليحى، مؤسس الدولة الصليحية كان يخشى جانبه، فلا خرج إلى الحج سنة (459ه/ 1067م) أخذ معه وجوه الناس ورؤسائهم، وامتنع عليه مطرف فلم يحضر (2) وادعى المرضى لأن لا يقابله.
ولكن الصليجى كان رجلا عنيدا عرف بالدهاء والإصرار فى الوقت نفسه، فأمر أن يوتى به، ولم يرتضى عذره، فلم مثل فى حضرته عاتبه بشدة لمعارضته فى حكمه وهم بقتله.
ولكن لم يتحقق للصليحى ذلك لقوة تاثير مطرف على محدثيه، فقد كان قوى الف والشخصية، فاحجم الصليحى عن قتله، وتوجه الأمر وجهة أخرى وهى مناظرته له لعله يثنيه عن فكره ومذهبه أو يقلل من أهميته (1) / قال له الصيلحى : إن النبى، ل ، قال : "ستختلف أمتى على ثلاث وسبعين فرقة كلها هالكة إلا واحدة" . إشارة منه إلى أن ما يدعو إليه مطرف وجماعته ينتهى إلى هلاكهم.
() ى بن الحسين : طبقات الزيدية *1 /ق 40 (2) ابن الوزهر : تاريخ السادة آل الوزهر ورفة 73.
(2) ابن المرتضى : المنية والأمل شرح الملل والحل ؛ جا ورقة 48 و.
()) يبي بن الحين : طبقات الزهدية اررقة 1) ظ- 49
पृष्ठ 8
============================================================
فقال مطرف : نعم، قال النبى، : الحق ما اجتمعت عليه الأمة، والباطل ما اختلفت فيه، ولن تجتمع أمتى على ضلالةه، وقد اجتمعت أنا وأنت على إمامى ى عليا بن أبى طالب - كرم الله وجهه؛ واختلفت عند إمامك - ينى المهدى العبيدى الفاطى فأعرض الصليحى عنه !
وقد تصدى مطرف بالنظر للجبرية والحينية التى تدعى المهدية، كما وقف دون الترعة بجادلتهم وأفحامهم، وهذا يفسر مر العداوة الشديدة من هذه الفرق الطرفية واتجهت الخترعة بمذهبها تحو القول بإمامة على بن أبى طالب بالنص الخفى، و توقت فى أمر الصحابة مع قولها بخطا الشيخين بتقدمهم عليه، هذا من حيث فكرهم فى الإمامة، أما من ناحية آرائهم فى العقيدة، فقد سلكوا مسلك البصرية من المعتزلة.
وترجع المطرفية فى مذهبها إلى آراء الهادى إلى الحق، وجده الإمام القاسم بن ابراهيم ت 246ه، والماخوذ من آراء ابى القاسم البلخى المعتزلى (1)، كما قالوا بآراء النظام والجاحظ من المعنزلة (2).
ولكن تدخلت شدة العداوة بين المطرفية وخصومهم، فى القول بأن آراعهم عبارة عن نسيج من آراء الباطنية والدهرية والمجوس وعبدة الأوثان (3) ساعد على ذلك أيضا بعض الاراء الشاذ لمشايخ المطرفية، وشدة الجدل مع الخصوم، حتى بلغ الأمر بتفكيرهم بعد ادعاء آراء كثيرة عليهم، من الفرق الأخرى: والدليل على افتراء خصومهم عليهم كثيرا اختلاف الزيدية فى تكفيرهم، إلا أن الآراء الاعتزالية قد لعبت دورا بارزا فى تشويه المذهب المطرفى، وقد استقلت المطرفية بآراء لم يكن للمعتزلة تاثير فيها، كالقول بإحالة الاستحالة، أو امتزاج العناصر وتكوينها للأشياء!..
(1) ى بن حميد المذحجى : نزهة الأنظار فى ذكر الأثة الزينية، ورقة1، منر: رقم 99098 ب، دار الكنب (1) ميي بن الحين : طبقات الزيدية ، ورفة 29 و، (2) بحى بن حمبد : نزهة الانظار، ورقة9 ظ - 10 و.
पृष्ठ 9
============================================================
وهو راى مأخوذ من الفلسفة اليونانية القديمة بلا شك، الشى قالت بامتزاج العناصر الأربعة، الماء والتراب والنار والهواء.
كما أن هذه الأفكار الفلسفية الدخيلة مفارقة لفكر الهادى فى الأصول، والتى بدأت من الخلط أو الشذوذ واتفقت مع مذهب السلف والصحابة فى العقيدة فاعتدت جميعها على النقل والسمع: ويروى عن بعض الأئمة والفقهاء الزيدية المتقدمين كالامام المؤيد بالله يحيى بن زة، والفقيه العلامة على بن عبد الله بن أبى الخير الهايدى أنهم فرقة مسلمة، وليس بمذهبهم ما يوجب تكفيرهم : "وقفت بالرجو مع أهله، وكان الرجو من ديار التطريف، على كتب عديدة فيها خلاصة مذهبهم وتحقيق قواعد عقائدهم، فلم أجد فيها شيثا يوجب تكفيرهم، وإما اعتقادهم اعتقاد أبى القاسم البلخى، وهم عندى اثمة محاريب" (1). يعنى اصحاب عبادة وزهد وورع، وهو ما عرف وذكر مثل ذلك الإمام المهدى لدين الله احمد بن يحيى بن المرتضى ، وعبد الله الدوارى فى شرح الزيادات (2). وكلاهما أصحاب مصنفات كثيرة والف الأول في الفرق كتابه " البحر الزخار" فحفظ لنا ترائا كييرا وإن كان قد أفاد من غيره كثيرا كالشهرستانى وأقرانه.
ويعتبر المطرفية مؤصلى فكر الهادى فى اليمن شماله الشرقى والغربى، ويتسم نكرهم بالبعد الفلسفى الذى خلت منه الفرق الزيدية الأخرى ... ويصعب تفسير هذه الظاهرة إلا أنه من الشابت أنهم تأثروا بالقرآن الكريم بشدة، فأرادوا فلسفة الكون وهوما ستراه فيما بعد عند استعراض الرمالة.
كما يعتبرون امتدادا للمعتزلة وفكرهم الفلسفى خصوصا معتزلة بغداد الذين أفل جمهم على يد المتوكل ت 267ه، فكان لهم فضل حفظ تراث المعتزلة.
ل قد تمتع المطرفية بتأييد كبير فى عدة مناطق يمنية فى غرب صنعاء، وفى مدن (1) ابن الوزهر : تاريخ السادة آل الوزهر، ورقة 166 .
पृष्ठ 10
============================================================
كثيرة كوقش وسناع والرجو كما وصل فكرهم إلى بعض مدن تهامة، حيث انتشرت الهجرة التى لجا إليها علماء المطرفية، ونشروا تعاليهم (1).
لقد نجح المطرفية فى إقامة دولة لهم ومجتمعا فى الوديان أطلقوا عليه دار الهجرة ، له تعاليه وعقائده الخاصة به الشى عدها علماء الزيدية خروجا عن الدين الإسلامى الذى يوجب تكفيرهم، فقد دعاهم رؤساؤهم إلى التخلى عن الصلاة مع الظالمين والهجرة مع صحابتهم، وأثاروا أن هذه الدعوة وكل بها اوائل الصحابة فى مكة ضد جعهم القرشى (4). وهذا دليل على فساد الحياة السياسية فى ذلك الحين والثابت ان الباطنية قد انتشروا فى اليمن ونواحيها، وكذلك نجحت الدولة الأيوبية فى اقتطاع جزء كبير منها وتراخى الأثمة عن الجهاد فضاعت كثير من المدن، مما أسخط المطرفية و حرضهم على الخروج عليهم فاتخذوا من مدينة وقش وطنا وعدوها مركزا لهم رتييا، فكان يتجمع فيها نحر ائة عالم وقاض منهم، وكانوا يجتمون مرة كل سنة فى خلوة الحديث مجد وقش(2). مما يدعونا إلى القول بأن الهجرة والخروج لم يكن لأمر عارض ولكن من جراء الظلم السياسى: واتسمت المطرفية بالالتزام الأخلاقى والتربية الروحية العميقة، فقاموا بتربية اتباعهم على الزهد والصفاء الروحى، وأصروا على البعد عن السلاطين والأمراء وعدم نشر دعوتهم عن طريقهم، كما قاموا بمحاربة سلاطين وأمراء الجور عملا بقول بى: وافضل الجهاد كلمة حق عند ملطان جانر، (1).. ونبغ فيهم علماء محققون فى علم الدراية والرواية، والعقل والنقل، واشتهروا فى اليمن (5).
لقد كان لخلاف المطرفية مع إمامين كبيرين من أئمة الزيدية أثر كبير فى مسار وجودهم وما لحقهم من حروب وشرور وأذى: 1610061806619(1 (1) عبد الله بن حمزة: شرح الرسالة الناصحة بالأدلة الواضة رط رقم :97، التحف انبرينانى بلندن، ررقة 177و.
(3) المصدر الايق، ص 29 عن رسالة الحياة الصباسية بالين ومهران راشف، ر45 (4) الحديث رواه الترمذى4 / 271، والنائى * / 11، وابو داود 4) / 195 وغيرها من كتب النة (5) يى بن الحين : طبقات الزيدية ق 33 ، 51 - وابن انوزهر: تارهخ آل الوزير؛ ف26
पृष्ठ 11
============================================================
لقد بادل الإمامان أحمد بن سليمان، وعبد الله بن حمزة المطرفية العداء حتى أقسم الأخير ألا يدخل بلدته مطرفى، فكتب على أحد مساجد ظفار (1).
لايدخلنك ما حييت مطرفى (2) ات ته بر وفى وتذرع الإمامان فى عدائها للمطرافية بانهم يكرهون آل رسول الله،، والحقيقة غير ذلك فقد كانوا من اشياع الهادى وناصروا آراعه، بالإضافة لأخذهم بآراء المعتزلة الاوائل، وتاثرهم بالفلسفة اليونانية (2). فى حدود المنهج كما سبقهم لذلك جمهور كبير من المتكلمين : اى عداهالاهام احد للهطرف3 كان الإمام أحمد بن سليمان المعروف بالمتوكل على الله شديد العداء للمطرفية، والذين عادوه وكانوا شديدى الكراهية له، فحاربهم وهدم دورهم. وعمل على افنائهم.
واستعان فى القضاء عليهم بصاحبنا مؤلف مقاود الإنصاف القاضى جمفر بن عبد السلام، للقضاء عليهم، فبعثه إلى العراق فوجد الزيدية مشايمين للمعتزلة عامة ولابى هاشم الجبائى وأبى القاسم البلخى خاصة وآخذين بآرائهم .
تتلمذ فى بغداد القاضى جعفر على شيخ الزيدية فى العراق زيد بن الحسن اليهقى، وعاد مصاحبا شيخه إلى اليمن ليستعين به على فض الخصومة والخلاف، وحاملا كتب المعتزلة ليحتج بها على المطرفية ويجادلهم بها، وكان ذلك سنة 544هد، ولم تكن اليمن تعرف قبل ذلك كتبا للمعتزلة (4)، وإليه يرجع الفضل فى حفظ تراث المعتزلة أو جزء كبير منه من الضياع: وقد جادل القاضى جمفر بن عبد السلام المطرفية فى وقش، وغيرها من مدنهم (1) إحذ مدن الجنوب السى اندثرت وصارت اضلالا
पृष्ठ 12
============================================================
الشى تجمعرا فيها وحولها، وحاول إثناعهم عن مذهبهم، ولكن دون جدوى، بل نال من جانبهم معارضة شديدة، وآذوه لكونه من أنصار الإمام أحد بن مليمان(1).
فلا بلغ الإمام ما حدث لقاضيه نهم، أخذ يطوف البلاد ينهى الناس عن مذهبهم ويحذرهم منه، حتى نفر منهم الكثيرين من أنصارهم إلا القليل (2).
الف الإمام أحمد مصنفات يرد فيها على دعوة المطرفية منها : 1- "الهاشمة لأنف الضلال من مذاهب المطرفية الجهال " 2 - "والرسالة الواضحة فى تبيين ارتداد الفرقة المارقة المطرفية الطبيعية الزنادقة" وهذه الرسالة فى الفرق المارقة عن الإسلام ومنهم المطرفية على رأيه، وذكر لهم افعالا انفردوا بها من جميع الأمم موحدها وملحدها (3).
اى عداهالامام المنصور لله طرفية بالغ المطرفية فى عدائهم للائمة، ولذلك لما جاء الإمام المنصور بالله عبد الله بن زة وحاول أن عالقهم ويهادنهم وبايعوه وأيدوه فترة من الزمن، ثم نقضوا عهودهم ولكن الإمام المنصور وجه إليهم رسائله مع النصحاء والعلاء، وخطب ودهم، وحاول استقطابهم دون فائدة(1). ويبدو أنهم اختلفوا حول سياسته التى كان يتبعها.
وتمثل انشقاق المطرفية على المنصور فى نقض بيعته، وإقامة أمير منهم هو العفيف بن د بن مفضل الع دوى سنة 99ه، كما سعوا بالوقيعة بينه وبين الأمراء الأيوبيين، وإفساد الصلح الذى تم بينها: حرض فقيه المطرفية على بن يحيى البحترى الإمام المنصور على محاربة الأيوبيين ونقض الصلح معهم، ورغبة منته فى ذلك قام بحشد رجال المطرفية فى هذه الحرب، فنهاه الإمام.
(1) ابن القاسم : طبقات الزيدية الكبرى ورقة *و- 57 محضوض رقم 13848 ح ) يى بن الحين : طقات الزيدية : ورقة 5: و-5: (3) الحيسى : تنمة الإفادة فى تاريخ الائمة السادة ب ج4 ورقة 57 و = بهامش صلاح مهرات : الحياة السياسية باليمن .
(4) الحلى : الحدائق الوردية فى مناقب الائمة ؛ ج 6 ورقة 360
पृष्ठ 13
============================================================
إلا ان المطرفية دخلوا فى حرب مع الأيوبيين انتهت بهزيمتهم هزيمة منكرة انكسرت بعدها شوكتهم (1).
وساءت العلاقات بين المنصور والمطرفية مع حلول عام (603 ه= 1205م)، ورغم مراسلاته الكثيرة لهم، ردوا عليه وأغلظوا، فجع العلماء والأمراء ووجوه الزيدية فى عصره وبلغ الأمر حد تكفيرهم لمذهبهم وخروجهم على الإمام، وقضى رهم وسيهم واستباحة أمرالهم وتوعدهم إن لم يتركرا مذهبهم بالسيف والقتل"(2). وصارت من ذلك مقتلة عظيمة. وهو على ما يبدو امر اعتاد على فعله الحكام فى تاريخنا الإسلامى فقد أسكت الحجاج الشقفى اكثر من ثنتين وثلاثين ثورة ضد الأمويين فى فترة حكمه على العراق، ولم يحاول التفاهم مع إحداها سلميا، وصار الأمر متوارثا فى دولة بنى العباس: إذا كان الخلاف المذهبى على رأس الأسباب الشى لم تسمح بالتقارب بين الإمام المنصور والمطرفية، وكان للطرفية عقيدة فى مخالنيهم أنهم أقمة جور وظلم وليوا أئمة رحمة وعدل، ولذلك لم يرغبوا فى العيش تحت سلطانهم وسموا فى ربه وأعلن الإمام المنصور الحرب على المطرفية، وعاداهم فكريا وحربيا، ونشر بين الناس انهم اسوء من الكفار : (زادوا على كفار المجوس والنصارى، وكذا المجبرة، ويكم عليهم حكم المحاربين) (4). وعد المنصور دارهم دار حرب، فخرب مدنهم وأصابهم منه أذى كثير.
ورد المطرفية على ذلك بأن أعلنوا التعبئة وجهزوا أنفهم فى جيش كبير خرج تحت إمرة محمد بن منصور بن مفضل بن الحجاج بن عبد الله بن الهادى، المعروف بالمشرقى، وكان خروجهم بمثابة رد عملى على تكفير المنصور لهم: إلا ان المنصور لما بلغه أمرهم جهز هو الآخر جيشا كبيرا تحت إمرة اخيه عماد الدين ييى بن حمزة فى عسكر كثيف من حاشد وبكيل، توجه به إلى بنى القليجى وهم (4) ابن الوزير : تاريخ السادة آل الوزهر، ورقة 97 ب .
पृष्ठ 14
============================================================
قوم من حير غربى مدع فهزمهم وقتلهم وسبى عددا كبيرا منهم، واستحل حرمتهم وجعل حكمهم حكم الكفار الهاربين (1).
وهكذا استحال الخلاف الفكرى والسياسى إلى العداوة والكراهية التى تحولت بدورها إلى حروب طاحنة بين الملمين فى الين، مالت على إثرها بحور من الدماء بينهم، ولا يوجد فى الحقيتة بينها خلاف يتحق كل هذه العداوة والدماء.
ولو أردنا أن نأخذ عظة من ذلك وعبرة، توجهنا بكليتنا نحو التسامح والحوار مع مخالفينا أيا كانوا، وحذرنا من الوقوع فى خية الإرهارب الفكرى الذى يتحول بدوره إلى إرهاب مسلح، تضيع بببه صيحات الحكماء والناصحين، وتسقط لغة الحوار، ولا يبقى إلا الخراب بين المسلمين . وندع الجهاد لاعدائنا الحقيقين الذين استباحوا ساحتنا وقتلوا الملمين فى أوربا وأفريقيا وأسيا وعملوا على تنصير المسلمين تحت سلطة الجبر والقهر والإغراء بالمال والجنس والطعام !
والقصد فر المشرقى هاربا أمام الأمير عماد الدين، وعاد إلى وقش عاصمة المطرفية وصالحه سلاطين مسرر، وظلت الأمور هادثة بين المطرفية والزيدية حتى حلول عام 611ه حيث أمر الإمام المنصور بالله عبد الله بن حزة بإخراب مجد المطرفية بسناع اخراب مدينة وقش، دورها وماجدها، فأخربت وحلت أخشابها إلى حصن ظفار (2).
وتفرق المطرفية فى البلاد وخرجوا من مدنهم وعاصتها وقش (4)، واستجار المطرفية بالخليفة العباسى الناصر لدين الله أحمد بن المتضي (1)، وأرمل إليه أميرهم الحن بن محمد بن النساخ بالرسل والرسائل المتتابعة يحرضه فيها على محاربة الإمام المنصور بالله، ويحثه على إرسال العسكار إلى اليمن لإطفاء نار تأججت باليمن، اذكى وقودها قائم من بنى الحسن (5).
ر) بسى ر د اا الار.
(1) زهارة : اثمة اليمن جه /134 45 (2) يحمى من ايسين : طبقان الزدة الهمرى، ورلة3، و.
(4) الشرفى اللالن المضية 9 جة / ورفة 3
पृष्ठ 15
============================================================
وفعلا حققت رسالة ابن النساخ أهدافها، واستاء الخليفة بشدة مما لحق بهم وأرسل إلى الملك الأيوبى المعود بن الكامل، الذى جرد حملة دخل بها اليمن وحارب الامام المنصور، ولكن ابن النساخ ابدى اعتذاره مرة أخرى للإمام فى قصيدة طويلة فعفى عنه (1). وهدات الأوضاع مرة أخرى، مما يدل على أثر الطابع القبلى العربى فى إدارة عجلة هذه الحروب، وتوقفها.
توجهت حملة الإمام المنصور بالله العسكرية إلى مجال آخر، وهو المجال الفكرى نحاول مناظرة المطرفية ومجادلتهم حول آرائهم؛ لعله يتتعهم ويشنيهم عن مذهبهم بالدليل والبرهان العقلى، وصنف فى ذلك مؤلفات كثيرة للرد عليهم منها : الرسالة الفارقة بين الزيدية والفرقة المارقة فى الكلام على المطرفية" (2).
عموما لم يكن كل الزيدية يوافقون الإمام المنصور بالله فى موقفه من تكفير المطرفية واستحلال دمائهم، فقد أنكر عليه بعض الأمراء ذلك كالأمير المعتضد بالله بيى بن منصور، والمهدى لدين الله محمد بن منصور، وطوائف من الزيدية والشافعية آخرين والإمام الداعى يحيى بن محسن بن محفوظ، وأدى ذلك إلى اتهام صاحب سيرة الإمام المنصور لهم بالتطريف (2).
(1) زارة : اثمة المن ص 137 (2) الحمى: تتمة الافادة فى تارهخ الانمة السادة جا ورقة 7ه و، مخطوط بمكتبة المتحف البريطانى بلندن، رقم 2976 ، (3) ابن الوزهر : المصدر السابق ورقة 1 68 ب - 175.
पृष्ठ 16
============================================================
آراء المطرذية لهى العقيدة لقد سمى المطرفية بأسماء أخرى مثل أهل القحفة، وقد ذكرها صاحب الأساس وشارحه ولم يذكر سببا لهذه التسمية.
كا جع أصحاب الطبقات طرفا من أفكارهم، وعقائدهم، وهى فى جملتها، وكما ذكرنا من قبل، تشبه إلى حد كبير آراء المعتزلة البغدادية كالمعمرية والجاحظية.
ومثال ذلك : 1- قولهم بالآلام والأفعال المتولدة من أنها من فعل الطبيعة 2- قولهم بالإحالة والاستحالة (1)، أى إن الله يخلق العناصر الطبيمية، وتتم ابد علية الخلق من خلال تفاعلها ببعضها البعض، وهو قريب من رأى الفلاسفة اليونان الأوائل ومقالة الدهرية، وإلا كيف يمكن قبول إن مجرد تفاعل العناصر التى ذكروها من ماء وتراب ونار وهواء يصنع العالم بنظامه وإحكامه الدقيق، دون تدخل من القدرة الإلهية بالخلق والأمر، وأن يقول للاشياء كن فتكون، او لا يرجه لها الأمر فتبفى على عدميتها ولا تكون.
وظل الفكر الزيدى محتفظا بوحدته الفكرية القائمة على العدل والتوحيد، فلم يجوزوا على الله فعل شيء من الظلم أو العبث أو غيرهما من القبائح.. على خلاف المجبرة باختلاف طوائفهم ويعتقدون كذلك تصديقه، تعالى، فى وعده ووعيده وجيع أخباره ولا يجوزون وقوع الكذب منه، تعالى، ولا الخلف ولا التلبيس، ولا ياخذون شيئا من ذلك إلا عن النظر فى الأدلة القاطعة دون تقليد الآباء والمشايخ، ويدينون بأن الإمام بعد رسول الله، على كرم الله وجهه ثم الحسن ثم الحين، ثم من قام من ذريتهما جامعا لخصال الإمامة داعيا لنفسه خرجت المطرفية فى النصف الثانى من القرن الخامس الهجرى، وعلى إثر (1) الشرفى : شرح الأساس 1 / 41.
(1) انظر بيى بن الحين : طبقات الزدية 1ق 41 - *ه، وم الاحبى : تارمخ صل اللجى، جه (ق 440
पृष्ठ 17
============================================================
خروجها ظهرت المخترعة ثم الحسينية، وكلها فرق زيدية فى اصولها، إلا أن كل منها أحدث فى الأصول شرخا عز على الأئمة بعد ذلك رأبه ويمكن تقسيم آراء المطرفية إلى ثلاثة أقسام : 1- القسم الاول : مقالات ابتدعها المطرفية فى الدين وخالفوا فيها جميع العالمين: 2 - القم الثانى : مقالات خالفوا فيها جميع المسلمين، ووافقوا فيها أقسام الكافرين: 3- القسم الثالث: مقالات باينوا بها مذاهب أهل البيت، وتابعوا فيها أهل الضلال من المنتسبين إلى الإسلام .
ويقول الإمام أحمد بن سليمان فى تقسيم أراء المطرفية: "فقسم خالفوا فيه الكافة من أهل الإسلام، وقسم اتبعوا فيه ضلال الأمة، وخالفوا فيه جيع الائمة" ومع أن المطرفية لم يبق منهم أحد حتى زمن أحمد بن صلاح الدين الشرفى فى أواخر القرن العاشر الهجرى، إلا أن عقيدتهم ظلت مثارالجدل الفكرى والحوار، وبقت إلى ذلك الوقت على شهرتها معروفة بين العلماء درسونها ويحذرون من مسالبها.
مخالفان المطرط3 ذهب الزيدية إلى أن المطرفية كفروا فى سبع وثلاثين مسالة خالفوا فيها جميع العقلاء؛ منها قولهم : - عقل الإنسان هو قلبه، ومنها قولهم : 2- إن علوم الإنسان كلها فعله، نحو عله بالمشاهدات وماجرى مجري ذلك من الضروريات، ومنها قولهم: 3- إن الله تعالى يجب عليه المساواة بين الخلق فى ستة اشياء : فى الخلق، والرزق، والموت، والحياة، والتعبد، والمجازات . ومنها قولهم:
पृष्ठ 18
============================================================
4- إن الله تعالى يقصد خلق الفروع، ولم يعتمدها، وإنما حدثت بالاحالة والاستحالة . ومنها قولهم: 5- إن كثيرا من أفعال الله ليس بحكمة ولا صواب !
ونها قولهم: 6- إن الله لم يرزق العصاة بومنها : 7- أن حسنات العاصى معاصى، كما قالوا: 8- إن النبوة فعل النبى، ولم يختصه الله بها، وأن الله قد مكن كل واحد من خلقه من بلوغ درجة النبوة، فمن تركها فبتقصيره، والحقوا بذلك الإمامة.
9- كما أنكروا سماع سائر الاصوات كالكلام والرعد والصواعق بالآذان !:.
10- او أن شيئا من الألوان يرى بالعين كالسواد والبياض: 1- أما الطعوم فقد أنكروا أن تدرك بالتذوق هى الأخرى، كحلاوة العل ومرارة الحنظل: 12- وكذلك الأراييح لا تدرك بحاسة الشم كريح المسك والكافور.
13- كما أنكروا أن يكون أحد من الأحياء يدرك الآلام، وبالجملة أنكروا الإدراك بالحواس، وهر ما لم يسبقهم إليه عاقل: 14- كما قالوا بأن إحالة الاجسام فعل الله، عز وجل؛ ولكنه لم يفعلها، وأنها ارادته ومراده مع إنه لم يردها !.. وهو كلام غير مفهوم عقلا !..
15- كما قالوا بانه لا يجوز من الله ان يتفضل على أحد من المكلفين فى الآخرة بزيادة على ثوابهم 16- ونفوا أن ينقص الولد فى بطن أمه من حيث الخلق، أما الجراحات التى تصيب الناس فى الحروب فلم تكن من الله، فى حين اضافوا الجراحات التى تحدث من الظالمين بضرب او طعن إلى الله ا..
17- أما من مات طفلا أو قبل المائة والعشرين، فلم يكن من الله، ولكن بيد الظالمين الذين أهلكوهم !
पृष्ठ 19
============================================================
18- ونفوا الصعق وما يحدث للزروع والثمار من تلف وحرق، وعموما يقول الإمام احمد بن سليمان : "وهذه مقالات لم يقل بها أحد من البشر لا من آمن ولا من كفر" : ومن هسائل القسم الثانى مقالات شاركوا فيها الكفار الخارجين عن ملة الإسلام، عدها الإمام أحمد خمسة عشرمقالة، فقد وافقوا الطبيعية الملحدة فقالوا : 1- بأن العالم يحيل ويستحيل، مع أن الطبيعيين يقولون بتائير بعضه فى بعض: 2 - وقالوا فى الإنجاب : إن الأطفال يحصلون بحب طبائع الزوجين وصلاح مزاجهما، فإن صلح المزاج حصل الولد وإلا فلا.
3- كما نسبوا الأمراض التى تصيب الاطفال والمؤمنين إلى إحالة الأجسام والمواد لا إلى الله الذى أصاب بها من شاء من خلقه ) - أما البرد فقد يحصل باعتراض الريح له فى الهواء فتجمده .
5- ولم يجوزوا خلق الله للشرور والامتحانات إلى غير ذلك من أقوالهم .
ومن هسائل القسم الثالث 1- تجويزهم الكذب كالخطابية 2 - ووافقوا المغبهة فى أن أسماء الله هى ذات الله، وهومذهب الكرامية 3 - وشاركوا المجبرة فى أن جميع ما أصاب المظلومين من الجراح والآلام . وغير ذلك فعل الله..
)- ونفوا العوض على المضار، كما تقول المجبرة: 5- وأجازوا أن يأخذ الولد بذنب والده، 6- وقالوا : بان الله يصرف الرزق عن اولاد المماليك لكفر ابائهم 7- ووافقوا امجبرة الصفائية فى أن العلم والقدرة والحياة صفات لله تعالى لولاها ما كان عالما قادرا حيا .
पृष्ठ 20